2014/11/17

وصية الشهيد جلال علي بليبل


بسم الله الرحمن الرحيم
) كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (([1]) صدق الله العلي العظيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا محمد صلّى الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام على الحجّة المنتظر أبي صالح المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
السلام على حسين العصر الإمام الراحل (قده) والسلام على خليفته السيد علي خامنئي (حفظه الله).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن أعلى هدف للمسلم المجاهد أن يستشهد في سبيل الله عز وجل، لتكون شهادته هي الوسام الأكبر لكفاحه وجهاده، فالشهيد هو الذي بذل نفسه في سبيل الأهداف الإلهية الإسلامية المقدّسة، والشهادة تحتاج إلى لياقات خاصة، فمنطق الشهيد هو مزيج من المصلح والعاشق، فهو العاشق للقاء ربه من خلال جهاده، إن نظرة الشهيد إلى الحياة هي أنها معبر وطريق جهاد وصبر طويل للوصول إلى الآخرة، ولهذا عندما تأتيهم الشهادة يطيرون من الفرح، لأن الله قد أعطاهم ما كانوا يشتاقون إليه، ليُعبروا من الدنيا الفانية، إلى الدنيا الخالدة في العالم الآخر، إنهم ينظرون إلى الموت على أنه مرحلة انتقال من حياة إلى حياة، وليس عدماً وفناءً، ولهذا فهم يعيشون بأملٍ كبير، وشوقٍ عظيم، لمعانقة تلك اللحظة الخالدة التي تمتزج فيها دماؤهم بالتراب، وتتحرر أرواحهم من أسر الدنيا، التي اشتاقت إلى الله فاشتاق الله إليها، والاستشهاد يكسب قدسيته من جهة أن الشهيد هو الذي يندفع نحو الموت من أجل تحقيق الأهداف المقدّسة، وأن الشهيد قد أقدم على الاستشهاد عن إرادة ووعي واختيار حر، لأن هذا (هو) الذي يُعطي للشهيد تلك المكانة الرفيعة عند الله وعند الناس، وإني قد اخترت هذا الطريق لأكون من أصحاب هذه المكانة الرفيعة فأرجو المسامحة، فعن رسول الله (ص) قوله: "خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله، يجاهد أعداءه يلتمس الموت أو القتل في مرضاته".
تحية الفراق وبعد:
أهلي الأعزاء: أكتب إليكم كلماتي هذه وهي آخر ما أكتبه لكم راجياً من الله ومنكم المسامحة.
أبي الحنون: أعلم كم ستحزن لفقدي، وأنا الذي أتعبتك في حياتي، لكن ما من حيلة، فأنا الابن وأنت الأب وعلى الأب أن يُضحي من أجل ولده، أرجو المسامحة عمّا سلف مني، وأرجو أن تكون راضياً عني لأنني اخترت هذا الطريق أقصر الطرق إلى الجنة، وتسامحني لأنني والله ما عدت أطيق صبراً وأنا أرى الشهيد يتلو الشهيد ولكربلاء يعيد، وأنا جالس في المنزل فقررت أن أعيد كربلاء، وأكون مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ص).
أوصيك يا والدي بالالتزام على نهج روح الله الموسوي الخميني (قده) تحت راية خليفته السيد علي خامنئي (حفظه الله) وأطلب منك المسامحة والرضى.
أمي الحنونة: يا أغلى من في الوجود، لكم أتعبتك معي أيتها الحنونة، لكم سهرتِ الليالي من أجلي، تنتظرين عودتي لتقرّ عينك بذلك، وأنا لم أعرف ذلك، أيتها الفاضلة، أطلب منك المسامحة لأنني اخترت هذا الدرب، درب أبي عبد الله الحسين (ع)، درب الشهداء والصدّيقين، وأرجو أن تفتخري بي لاستشهادي، وأن لا تبكي عليّ إنما يكون البكاء على مصاب أبي عبد الله الحسين (ع)، فمصابهم والله أعظم.
أمي، ما عساي أن أقول وأنا الحقير الذليل أمامك، سوى أن أطلب منك المسامحة والرضا، وأوصيك بأخوتي والالتزام أكثر وأكثر أيتها المؤمنة الصابرة.
أخواتي الأعزاء: أود أن أخاطبكن لكن ما في اليد حيلة، لقد اخترت هذا الطريق الذي يوصل إلى أعلى وسام، إنه طريق الجهاد الذي يوصل إلى الشهادة، كيف لا وهو الطريق الذي سار عليه أعظم الناس الإمام الحسين (ع)، أريدكن أخواتي أن تكن كزينب الحوراء (ع) بصبرها وجهادها، فهي من قدّمت الجواد لأخيها الحسين (ع)، وأرجو أن لا تلبسن عليّ السواد، وأوصيكن أن تلتزمن أكثر، وأن تعملن قدر استطاعتكن في أي مجال يخدم الأمة الإسلامية والإسلام، وأخيراً أطلب منكن المسامحة والمعذرة والرضى.
أخي حسين: سلام من الله عليك، وأطلب منك المسامحة، وإن شاء الله ينطق الله لسانك لتعرف الحقائق عن كثب، وتلحق بي إلى الجهاد لتصل إلى أعلى وسام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنكم البار
جواد
الثلاثاء في 22/5/1990، 27 شوال 1410هـ، الساعة الثانية عشر ليلاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
) كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (([2]) صدق الله العلي العظيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله.
 "فوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل الله فليس فوق ذلك بر"([3]) رسول الله (ص).
إن قضية الجهاد لها قيمة في الإسلام باعتبار أنها توحي بقوة الأمة ووحدتها، مضيفاً إلى أن الجهاد باب عظيم من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الطريق الذي سلكه المسلمون ليقطعوا سبيل الفتنة في العالم، وإنَّ ترك الجهاد محرّم، لما فيه من تسليط لأعداء الله والإنسانية على الأمة ليضطهدوا ويذلّوها ويستغلّوا خيراتها، ويجعلوا كلمة الشيطان هي العليا وكلمة الله هي السفلى، ولكن يأبى الله ذلك، حيث مَنَّ علينا بجهاد ومقاومة إسلامية ليجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان هي السفلى.
وإن فضل المجاهد عظيم جداً، وله فضل على سائر البشر، فلولا المجاهدين لما حفظت البلاد والعباد، وبالجهاد يُعبد الله ويُطاع؛ فهنيئاً لكَ أيها المجاهد الشريف، الحامل دمك على كفك لِبَذْله في سبيل عزّة دينك وكرامة أمَتك، فجزاك الله خيراً ونِعم أجر العاملين.
إخوتي في المقاومة الإسلامية: إليكم أيها المجاهدون الأبطال، ليوث النهار، رهبان الليل، يا من تجاهدون لتسقط منكم أحبّ القطرتين إلى الله عزّ وجلّ، قطرة دمع تذرفونها في جوف الليل من خشية الله، وقطرة دم تبذلونها في سبيله([4]).
إليكم يا أبطال المقاومة الإسلامية البواسل:
أكتب إليكم أنا العبد الفقير لله، الغني بالله، أن تواصلوا الطريق الذي سلكتموه، لأن شرف الأمة وعظمتها مرتبطان بمقدار ما تعيش الأمةُ الحريةَ والكرامة، وإنكم تدافعون عن شرف الأمة، وإن جهادكم من أجل إبادة القوى الكبرى من أئمة الكفر الذين يقودون المعركة ضد أمتنا الإسلامية لَعَملٌ عظيم، فأرجو المتابعة وتنظيم الأمر، فعن الإمام علي (ع) يقول: "الله الله في نظم أمركم"([5])، وأرجو منكم المسامحة.
إخوتي في الإسلام: لكَمْ ليَ الشرف أن أخاطبكم عبر كلماتي، وما أنا سوى خادمكم وخادم تراب المسلمين! ولكن أقول لكم كلماتِ حق، ألا وهي: أن تلتزموا بنهج الإمام الخميني (قده)، وأوصيكم بالسير قدماً على نهج الإمام الحسين سيد الشهداء (ع)، لأنه موصل إلى الجنة، وأريدكم أن تكونوا حسينيين، خمينيّين، محمديِّين، مهدويِّين، وتقاتلوا أعداء الله والإنسانية وأطلب منكم المسامحة.
أخواتي في الإسلام: أوصيكّن بالالتزام بالحجاب، فوالله يا أختي إن حجابك أفضل من دمي، أريدكنّ أن تكنّ كزينب الحوراء (ع)، كفاطمة الزهراء (ع)، كأم النبي (ص)، أن تحثنَّ إخوتكن على الجهاد في سبيل الله، وتفعلن كما فعلت زينب (ع)، وتقدّمن السلاح كما قدّمته هي، كما قدّمت السيف لأخيها الحسين (ع). وأكرر وأقول أوصيكنّ بالحجاب لأنه لو كان السفور تمدّناً لكانت - يا أختي - الحيوانات أكثر تمدّناً.
وأخيراً أطلب منكنّ المسامحة.
إخوتي، أخواتي، في جمعية كشافة المهدي(عج): أرجو منكم أن تتابعوا الطريق في عملكم في جمعية كشافة المهدي(عج)، لأنه أعظم طريق، فأنتم من تصنعون الشهداء، وها أنا من بينكم، لولاكم لما كنت الآن فيما عليه، فعن رسول الله (ص) يقول: "يا علي... لإن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت..."([6])، وأقول لكم كما قال الإمام الراحل: "اسعوا لتجعلوا الخلق الإسلامي نُصب أعينكم دائماً وتجنبوا الشعارات الحادّة".
إخوتي في نادي الشهيد محمد باقر الصدر: أرجو منكم المتابعة في هذا العمل لأن الرياضة خندق من خنادق الجهاد، وانصروا دين الله وبلد التوحيد لينصركم الله القدير، وأطلب منكم المسامحة.
إلى كل من يعقل ويسمع: "أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم"([7]) والسير على النهج المحمدي الأصيل الذي تركه لنا الحسين (ع) وحسين العصر الإمام الخميني (قده)، وأن تدعموا المقاومة الإسلامية لأنه عن النبي (ص) قوله: "من ترك الجهاد ألبسه الله ذلاً وفقراً في معيشته ومحقاً في دينه، إن الله أعز أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها"([8]).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم الشهيد
جلال بليبل "جواد"

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

The Lucky Club Casino Site
Lucky Club Casino is a brand new online gambling site that aims to offer everything that is possible and have been established in 2019. It aims to Who started the online gambling site?Why is Lucky Club a good online gambling luckyclub site?

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى