غسان قانصوه
بدعوة من اللجنة التحضيرية للقاء أبناء الهرمل ، تداعت عائلات وعشائر وأحزاب وفعاليات الهرمل ، إلى لقاء حاشد في قاعة المودة ، حضره عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك ، تكتل نواب بعلبك – الهرمل، رؤساء بلديات، مفتي الهرمل الشيخ علي طه ، علماء دين ، وحشد كبير من فعاليات المنطقة.
بعد تقديم من الاستاذ صلاح حمادة وآيات من القرآن الكريم، وبعد النشيد الوطني اللبناني ألقى الشيخ يزبك كلمة توجيهية أكد خلالها على ضرورة معاقبة المجرم والمعتدي والظالم حتى لا تبقى جريمة ويأمن الناس جميعاً مطالباً الدولة إذا كانت لا تستطيع أن تقدم الإنماء وماشابه ، فلتقدم الأمن ، وهذه مسؤوليتها ، ونحن مع القوى الأمنية وكل الهرمل معهم
وقال:" اشعر من خلال هذه الوجوه الكريمة العزم والتعاون لوضع حد للجريمة لاخراج الهرمل من الوضع الذي لا يقبله احد ، وليس بمقدور أحد أن يخرجها إلا أهل الهرمل والدولة التي عليها بسط يدها وأن تعطي الاهتمام للهرمل مشدداً على أن الأمن أن يلاحق المذنب فقط ولا يروع الناس".
أضاف : نحن سنحافظ على النظام العام وأمن الناس وكراماتهم ونسهر على أولادنا وعلينا أن نخلق جواً جديداً لننطلق إلى مكان آخر
بعد ذلك تلا عضو اللجنة التحضيرية للقاء أبناء الهرمل الأستاذ علي المصري مسودة البيان الميثاقي لأبناء منطقة الهرمل التي جاء فيها:
إن ما يجمعنا في مدينة الهرمل ليس حيزاً جغرافياً فحسب إنما دم واحد يسيل في عروق شتى ، فنحن يا أهلنا جسد واحد إذا مس عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ، كنا ولا نزال نرتبط ببعضنا بحبل من حياة ، يشده الدين ويعضده الإنتماء ، هويتنا واحدة وتاريخنا واحد ومصيرنا مشترك وعدونا واحد ، حملنا الأمانة من أجدادنا فكنا جبالاً تقاوم المستعمر وندحر المحتل ، كنا نجوع ونعرى ولكن لا نذل ، ولا زلنا ننحت من جوعنا موقفاً صلباً نتجاوز به حرماننا من كثير من حقوقنا وننسج من جلدنا لباساً لعري الوطن ، هذه صورتنا فلنحافظ عليها ولنكن مع دولتنا كفين متعاضدين ، نصفق لمستقبلنا آمنين هانئين.
يا أهلنا الكرام : انطلاقاً من كل ما تقدم ، نحن الفعاليات الدينية والسياسية والاجتماعية من عشائر وعائلات منطقة الهرمل نتعاقد ونتعاهد أمام الله على الالتزام بما يلي
1- الالتزام بحفظ الرأي العام.
2- الالتزام بالهوية والانتماء
إن منطقة الهرمل كانت ولا تزال تسجل هويتها وانتماءها من خلال دماء أبنائها الذائدين عن الوطن منذ العهود الأولى للاستعمار وصولاً إلى تاريخها الحاضر التي استحقت عن جدارة اسم مدينة الشهداء.
3- الالتزام بالتكافل والتضامن والمصير المشترك
تشكل هوية الهرمل الواحدة وانتماؤها الواحد دافعاً مثالياً لتحقيق منظومة التكافل والتضامن الذين يضمنان المصير المشترك وعليه فإن هذه المنطقة هي موطن آمن لجميع أبنائها تسهل لهم العيش الرغيد والمتحضر والسكن اللائق ويعتبر أهلها متكافلين في سبيل حفظهم وتطورهم على المستويات كافة وصولاً لتحقيق مستقبلهم بما يليق بهم وبتاريخهم.
4- الالتزام بالمواطنية.
الهرمل جزء حيوي من الوطن بما تؤديه من حقوق على المستويات كافة وعلى الدولة أن تقوم بكامل واجباتها اتنجاه هذه المنطقة وأهلها في الإنماء المتوازن والتطوير الحقيق للمرافق العامة واستحداث المشاريع الانتاجية التي تضمن توفير فرص العمل والموارد الاقتصادية خصوصاً الزراعية منها وهي (الدولة) مدعوة لتحسين ظروف الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وذلك على مستوى الأمن والتعليم وخصوصاً الجامعي منه.
5- الالتزام بالأمن والاستقرار.
إن موضوع الأمن والاستقرار مرتبط جذرياً بدورين اثنين هما دور الدولة ودور المجتمع ، من هنا فإننا نطالب الدولة باعتبارها المعنية الأولى بحفظهما وفق ما يضمن تحقيقهما بكل المعايير وأبضاً فإن للمجتمع دوراً رئيسياً في توفير الجو الملائم والمناسب للدولة للقيام بواجبها دون تقصير أو تهاون ، ووفق هذا الاعتبار ، فإن تكامل الدولة والمجتمع يوفران البيئة المناسبة لحياة آمنة ومستقرة.
6- الموقف من الجريمة والإخلال بالأمن:
إن ديننا السمح بما يحمله من مكارم الأخلاق والقيم ، وإننا بما نحمل من تقاليد عريقة في كف الأذى ، وفي العفو والصفح يشكلان بيئة مناسبة لنبذ الجريمة بكل أشكالها ويدعواننا إلى التعامل مع بعضنا بروح من التسامح والمسؤولية العالية في التعاطي فيما بيننا ولأننا لا نعيش في مجتمع ملائكي فإن الجريمة إن حصلت نتعامل معها وفق المنظومة التالية:
أ- نبذ العنف في التعامل فيما بيننا بكل أشكاله وألوانه.
ب-للقضاء القول الفصل في حل النزاعات والاشكالات التي تنشأ بين المواطنين المتخاصمين .
ج- رفع الغطاء العشائري والعائلي والحزبي عن مرتكبي الحوادث وتمكين القوى المختصة من بسط سلطتها وفق ما تقتضيه المصلحة العامة واعتبار الجاني حصراً هو المسؤول الوحيد عن جنايته أو جنحته والتعاطي معه انطلاقاً من مسؤولية شرعية وأخلاقية ووطنية.
7- قدسية المؤسسات التربوية والصحية والمرافق العامة والخاصة.
إن المؤسسات التربوية والصحية والمرافق العامة والخاصة تتمتع بقدسية عالية تكفلها الكتب المقدسة والقوانين الوضعية على السواء وعليه فإن التعرض لها وفق أي شكل من أشكاله يعد خيانة له وللإنسان ونحن كمجتمع طامح إلى التكامل نتعهد بحمايتها بكل مكوناتها المادية والبشرية والمعنوية ، ويعتبر أصحابها وموظفوها ومرتادوها آمنين فيها غير وجلين لا يؤذيهم لسان ولا تمسهم يد إلا بكل خير وصلاح.
الخاتمة: وأخيراً يشكل هذا البيان خطوة تأسيسية لتعاط جديد في منطقتنا وهو غني بقيمنا وأخلاقنا التي تضمن لنا مستقبلاً موعوداً ، يسوده الأمن ويزينه الاستقرار ، وبناء عليه فإن المجتمع الأهلي بكل أطيافه مدعو إلى الإلتزام بمضمونه واعتباره ميثاقاً واجب التعميم في المساجد عبر أئمتها ، والمدارس عبر مدرائها والمرافق العامة عبر كافة المعنيين ، كما ندعو إلى تعميمه على مستوى الأفراد ليصبح كل واحد منا صوتاً داعياًُ إلى تطبيق بنوده بما يكفل لنا حياة كريمة ، ونحن نعد أهلنا بالقيام بكل ما أمكن لتكريس هذا المضمون عبر الوسائل المشروعة كافة.
وتخلل اللقاء مداخلات تحدثت عن مسؤولية الدولية فيما وصلت إليه الهرمل من بطالة وجرائم
ويلي خطوة تلاوة البيان الوثيقة في الأيام المقبلة ، حملة توقيع من كافة عائلات وعشائر وفعاليات وأهالي الهرمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق