2009/03/30

البرنامج الانتخابي للمواطن اللبناني

كتب أمير قانصوه
انتظر اللبنانيون انتخابات الـ 2009 بفارغ الصبر ولكل فئة أو حزب أو مجموعة سياسية أو حتى بعض الشخصيات والفعاليات والافراد سبب في الانتظار غالباً ما يكون مرتبطاً ببرنامج انتخابي:
ـ فئة تريد أن تكرس حضورها السياسي وتؤكد أغلبيتها النيابية في المشهد اللبناني، لتعود الى السيطرة على مفاصل القرار، وفئة أخرى في المقابل تريد إثبات أن تلك الأكثرية هي وهمية, وأن بعض الأطراف الأساسيين في المعارضة هم من منحها تلك الأكثرية حين كان التوافق سيد الموقف، وحين كان الهم المسيطر على بعض الأطراف الحريصين على مستقبل البلد وأمنه هو الخروج من التداعيات التي تركها حدث 14 شباط 2005 على مجمل الوضع الداخلي.
ـ بعض الشخصيات السياسية أو الفعاليات الاجتماعية ترى في الانتخابات فرصة للتعبير عن حضورها ترشيحاً، وكعادتها مع اطلالة كل موسم انتخابات تنزل الى الساحة ومن حولها الأصدقاء والمؤيدون، فتنشر صورها براقة على جنبات الطرق وسطوح المنازل، حتى يبدو المشهد العام وكأنك في معرض لصور "البورتريه" على أنواعها.
ـ فئة ثالثة وأغلبها من المواطنين العاديين، أو مما يطلق عليهم تسمية المفاتيح الانتخابية، تنتظر الانتخابات كفرصة لتأكيد الحضور في الساحة والحصول على بعض المكتسبات المالية في اطار الحصول على بعض المال المخصص حصراً لشراء الأصوات خلافاً للقانون، أو حصد الوعود المستقبلية وتوزيع بعضها على الأزلام والمحاسيب، وهي عادة ما تكثر في الأسابيع التي تسبق الانتخابات، وهي لا تخرج عن كونها رشى لأناس لم يتعلموا من التجارب السابقة.
هناك فئة كبيرة بين اللبنانيين لا يحسب حسابها في حساب الجمع والطرح وهي الفئة الطامحة للتغيير، هي الفئة التي سئمت الوعود والبرامج التي تختفي كالسراب عندما تقفل صناديق الاقتراع، وترفض المال الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا تغريها الصور البراقة والوجوه التي لا تراها الا حين تكون الحاجة الى تلك الورقة في صندوق الاقتراع، ولا تأبه لكل الشعارات والبرامج المزيفة التي اختبرتها طيلة سنوات ولو اعيد احياؤها من جديد مغلفة بعنوان السيادة والاستقلال الوطني، بينما هي في الحقيقة لا تريد غير سيادتها على البلد بما يتيح لها البيع والشراء في البازار السياسي الداخلي والاقليمي والدولي.
الكل ينتظر الانتخابات بما هي فرصة حقيقية للتغيير ولاعادة صياغة الموقف الداخلي للبنان بما يسمح بالعيش فيه بكرامة.. والكرامة التي نعرفها ونريدها لا تندرج في البرنامج الانتخابي للمرشح أو للائحة، بل في برنامج التصويت للناخبين في السابع من حزيران.
الانتقاد/ العدد 1339 ـ 27 آذار/ مارس 2009

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى