2008/10/30

أزرق النهر يتحول بنياً شاحباً:


عندما داهم السيل ليل العاصي

غسان قانصوه
لا تغفو عين أصحاب المقاهي والمنتزهات والمطاعم ومربو الأسماك على ضفاف نهر العاصي في الهرمل كلما هطلت الأمطار بغزارة مصحوبة بالعواصف الرعدية أوائل فصلي الخريف والربيع خوفاً من أن تجتاح السيول ممتلكاتهم فتقضي على تعبهم ورزقهم الذي يأكلون منه لقمة عيشهم فما إن يسمعوا صوت الرعد ويرون هطول المطر حتى يبدأون بتقصي الأخبار وحتى الشائعات من منطقة جديدة الفاكهة أو من عرسال أو من الواصلين إلى الهرمل عن إمكانية تشكل السيل الذي عادة ما يجرف معه كل ما في طريقه ليأخذوا إحتياطاتهم قبل وصوله إليهم.

نهر العاصي وقد تحول لون المياه الى الترابي بسبب السيل الذي دهم مجراه


وبالأمس حصل ما كان متوقعاً ومنتظراً منذ أيام قليلة حيث وصل السيل إلى مجرى نهر العاصي محولاً مياهه إلى اللون البني نتيجة توحله لكن العناية الإلهية شاءت أن لا يحدث السيل الخفيف هذه المرة والذي لم يرتفع منسوبه كثيراً، كارثة شبيهة بالتي حصلت في أيار من العام الماضي وقضت على معظم الثروة السمكية دون أن نغفل عن أن الخسائر يمكن أن تظهر مع بداية صفاء الماء.
أصحاب المطاعم والمنتزهات ومربو الأسماك الذين يشكل السيل الموسمي هاجساً مخيفاً لهم لم يقبضوا من الهيئة العليا للإغاثة إلا اليسير من تعويضات السيل الماضي وطبعاً دون تعويضات عدوان تموز يتمنون لو أن الأموال التي حرموا منها (مع حاجتهم إليها) تجمع لإقامة سدود على مجاري السيل لتمنع عنهم الأذى المستمر.
يقول علي علوه (صاحب مطعم ومربي أسماك):" في كل عام نتعرض للسيل فيتسبب بخسائر كبيرة لمطاعمنا ومسامكنا وقد عوضت الدولة علينا كما يقال "من الجمل أذنه" مقترحاً على المعنيين والمسؤولين فيها أن يجمعوا الأموال التي تذهب هدراً في التعويضات خلال عامين ليقيموا فيها بعد دراسة جيدة سداً يحمي الثروة السمكية والمطاعم طول العمر فنرتاح نحن وترتاح الدولة التي نطالبها أيضاً بالمناسبة بالتعويض علينا عن أضرار عدوان تموز داعياً لأن لا يكون في لبنان "إبن ست وإبن جارية" في هذا الموضوع.
عبد المنعم عابدين (صاحب مطعم) قال:" نحن في كل عام إن كان في الربيع أو الخريف فرزقنا من مطاعم وممتلكات معرض لأن يجرفه السيل وإذا فكرت الدولة في التعويض علينا عبر الهيئة العليا للإغاثة فإن التعويض لا يكون عادلاً" مشيراً إلى أنه في سيل العام الماضي صرفوا لمن تعويضه 15 مليون ليرة فقط خمسة ملايين ليرة أي ثلث القيمة المحددة له علماً أنه حتى الآن لم يتم الإفراج عن التعويضات الباقية منذ تشرين الماضي.ودعا الحكومة "إلى حل جذري من خلال تحويل مجرى السيل إلى سهل القاع وإقامة بركة طبيعية لتجميع المياه فيتلطف المناخ ويستفيد منها المزارعون في فصل الصيف لري مزروعاتهم"
أما فيصل مرضى (مربي أسماك) فدعا الدولة للإهتمام بالموضوع عبر تحويل المياه إلى مكان آخر وإقامة سد فالمأساة كبيرة عندما تحصل ويجب أن يكون هناك حل جذري وقال:" مع أننا بحاجة إلى التعويض ولكن حتى لا تتكرر الكوارث نحن بغنى عنه".
ويضيف أخوه حسن:" الدولة لا تهتم بنا مطلقاً ويا ليتها تحسبنا مثل أهالي بعض المناطق المحسوبين على تيارات سياسية معينة التي لم يكد يحصل الفيضان عندهم حتى سارعت الهيئة العليا للإغاثة لتزويدهم بالأغطية والتعويض عليهم في نفس اليوم"
وبانتظار أن تسمع الحكومة لشكوى مواطنيها نأمل أن لا يجتاح السيل من جديد ممتلكاتهم وأرزاقهم.

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى