البقاع ـ غسان قانصوه
يعيش البقاع في ظل أجواء العيد كبقية المناطق اللبنانية الأخرى من جهة التحضيرات التي يقوم بها المواطنون للاحتفاء بالعيد السعيد من جميع النواحي، وخاصة من ناحية شراء حلاوى العيد والحلويات الخاصة.
وتشهد المدن الرئيسية في البقاع من شتورة وزحلة الى بعلبك والهرمل حالة من الازدحام على أبواب العيد، خصوصاً في متاجر الألبسة التي فتحت أبوابها مع الحسومات على تشكيلة الصيف، ولكن ما لم يكن بالحسبان هو مفاجأة الطقس البارد الذي جعل الناس إما يجنحون لشراء الألبسة الشتوية وإما ينكفئون عن الشراء كلياً.
الهرمل التي زارتها "الانتقاد" تضج بالحركة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وتشهد سوق الضيعة حتى ساحة السبيل باتجاه الدورة حيث الأسواق الرئيسية في الهرمل، زحمة سير خصوصاً في فترة ما بعد الظهر، نتيجة قدوم المقيمين خارج المدينة لتمضية أيام العيد مع أهلهم وأقاربهم. واللافت في هذا الإطار عدم وجود من ينظم حركة السير بسبب عدم وجود مفرزة للسير في الهرمل.
أما في المضمون فـ"العين بصيرة واليد قصيرة"، والحالة الاقتصادية والاجتماعية أرهقت بثقلها المواطنين الذين فاجأهم العيد هذا العام على أبواب فصل الشتاء، حيث يكبر الهم المعيشي من السعي لتأمين التدفئة والمؤونة إلى أقساط المدارس وشراء الكتب المرتفعة السعر.
وفي بعلبك أكثر المحال التي يقصدها الأهالي هي تلك التي تبيع الألبسة، فالأطفال "لا يعرفون من العيد سوى الثياب الجديدة والألعاب والعيدية".. كما تقول فاطمة طه وهي أم لأربعة أطفال، وتضيف: "بسبب الوضع المعيشي الصعب أحاول أن أشتري لكل من أولادي قطعة ثياب واحدة أنسقها مع ثيابه القديمة حتى تظهر جديدة، لأنني غير قادرة على تنسيق ثيابهم بشكل كامل".
تساندها جارتها هدى التي كانت تبحث في الفساتين التي يعرضها البائع عليها عما يناسب طفلتها الصغيرة البالغة من العمر سنتين فتقول: "ليس عندي سوى هذه الطفلة وأريد أن أشتري لها فستاناً جميلاً، لكن الأسعار غالية جداً، وراتب زوجي لا يتعدى الحد الأدنى للأجور، وأحاول أن أجد ما يناسب شكلاً وسعراً".
أما علي محفوظ (صاحب محل للألبسة) فيقول: "هناك زحمة في المحل ولكن الأسعار مرتفعة من المصدر، ونحن نحاول أن نكتفي بالحد الأدنى من الأرباح كي نبيع بضاعتنا، ومع ذلك فهناك من يساوم على الألبسة وغير قادر على شرائها".
وفي المقلب الآخر من أجواء العيد في البقاع، فإن التراحم بين الناس والجيران والزيارات الاجتماعية لا تزال السمة الأبرز، إضافة إلى مؤاساة من فقد عزيزاً، دون أن ننسى أصحاب الخير الذين يساهمون في شراء كسوة العيد للأيتام والمحتاجين وتوزيعها بشكل فردي أو عبر الجمعيات الخيرية، لا سيما جمعية إمداد الإمام الخميني الاجتماعية.
ولا بد من أن نشير إلى أنه صبيحة يوم العيد يحضر المؤمنون لأداء صلاة العيد في مساجد بعلبك، كما في مسجد الهرمل التي تشهد مسيرة راجلة نحو مرقد آية الله العلامة الشيخ موسى شرارة (رض) وجبانة البلدة لقراءة الفاتحة، قبل أن يتوجه كل فرد إلى عياله وأقاربه.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008
يعيش البقاع في ظل أجواء العيد كبقية المناطق اللبنانية الأخرى من جهة التحضيرات التي يقوم بها المواطنون للاحتفاء بالعيد السعيد من جميع النواحي، وخاصة من ناحية شراء حلاوى العيد والحلويات الخاصة.
وتشهد المدن الرئيسية في البقاع من شتورة وزحلة الى بعلبك والهرمل حالة من الازدحام على أبواب العيد، خصوصاً في متاجر الألبسة التي فتحت أبوابها مع الحسومات على تشكيلة الصيف، ولكن ما لم يكن بالحسبان هو مفاجأة الطقس البارد الذي جعل الناس إما يجنحون لشراء الألبسة الشتوية وإما ينكفئون عن الشراء كلياً.
الهرمل التي زارتها "الانتقاد" تضج بالحركة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وتشهد سوق الضيعة حتى ساحة السبيل باتجاه الدورة حيث الأسواق الرئيسية في الهرمل، زحمة سير خصوصاً في فترة ما بعد الظهر، نتيجة قدوم المقيمين خارج المدينة لتمضية أيام العيد مع أهلهم وأقاربهم. واللافت في هذا الإطار عدم وجود من ينظم حركة السير بسبب عدم وجود مفرزة للسير في الهرمل.
أما في المضمون فـ"العين بصيرة واليد قصيرة"، والحالة الاقتصادية والاجتماعية أرهقت بثقلها المواطنين الذين فاجأهم العيد هذا العام على أبواب فصل الشتاء، حيث يكبر الهم المعيشي من السعي لتأمين التدفئة والمؤونة إلى أقساط المدارس وشراء الكتب المرتفعة السعر.
وفي بعلبك أكثر المحال التي يقصدها الأهالي هي تلك التي تبيع الألبسة، فالأطفال "لا يعرفون من العيد سوى الثياب الجديدة والألعاب والعيدية".. كما تقول فاطمة طه وهي أم لأربعة أطفال، وتضيف: "بسبب الوضع المعيشي الصعب أحاول أن أشتري لكل من أولادي قطعة ثياب واحدة أنسقها مع ثيابه القديمة حتى تظهر جديدة، لأنني غير قادرة على تنسيق ثيابهم بشكل كامل".
تساندها جارتها هدى التي كانت تبحث في الفساتين التي يعرضها البائع عليها عما يناسب طفلتها الصغيرة البالغة من العمر سنتين فتقول: "ليس عندي سوى هذه الطفلة وأريد أن أشتري لها فستاناً جميلاً، لكن الأسعار غالية جداً، وراتب زوجي لا يتعدى الحد الأدنى للأجور، وأحاول أن أجد ما يناسب شكلاً وسعراً".
أما علي محفوظ (صاحب محل للألبسة) فيقول: "هناك زحمة في المحل ولكن الأسعار مرتفعة من المصدر، ونحن نحاول أن نكتفي بالحد الأدنى من الأرباح كي نبيع بضاعتنا، ومع ذلك فهناك من يساوم على الألبسة وغير قادر على شرائها".
وفي المقلب الآخر من أجواء العيد في البقاع، فإن التراحم بين الناس والجيران والزيارات الاجتماعية لا تزال السمة الأبرز، إضافة إلى مؤاساة من فقد عزيزاً، دون أن ننسى أصحاب الخير الذين يساهمون في شراء كسوة العيد للأيتام والمحتاجين وتوزيعها بشكل فردي أو عبر الجمعيات الخيرية، لا سيما جمعية إمداد الإمام الخميني الاجتماعية.
ولا بد من أن نشير إلى أنه صبيحة يوم العيد يحضر المؤمنون لأداء صلاة العيد في مساجد بعلبك، كما في مسجد الهرمل التي تشهد مسيرة راجلة نحو مرقد آية الله العلامة الشيخ موسى شرارة (رض) وجبانة البلدة لقراءة الفاتحة، قبل أن يتوجه كل فرد إلى عياله وأقاربه.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق