كتب أمير قانصوه
يهل هلال شهر شوال المبارك.. حاملاً معه للأمة الإسلامية من مشرقها الى مغربها عيد الفطر السعيد، مفعماً بالخشوع لله بعد شهر التقوى والطاعة لله، وحاملاً معه رسائل الخير والسلام والمحبة الى كل الشعوب، لا سيما أولئك الذين يكافحون للبقاء في مواجهة القهر والموت والجوع والعطش.. أو ضحايا الظلم المتأتي من الاستكبار بكل أشكاله وأصنافه.
دائماً يتكفل العيد بما هو مناسبة سعيدة بإعادتك سنوات الى الوراء، الى أيام كان فيها العيد بالنسبة لنا نحن الذين كنا صغاراً، كل القضية، كنا ننتظر من عام الى عام حضور العيد وقدومه لننعم ولو بيوم واحد من الفرح.. فهل كنا بالفعل نفرح؟
بإمكان أي لبناني أن يختصر لك العيد منذ ثلاثة وثلاثين عاماً بالكلمات التي تعبر عن الحسرة، والتوجع، وبإمكانه أن يشطب من العيد كل مشاعر الحبور التي كانت تنتاب وقتها وما زالت الصغار.
لا شك أنه خلال السنوات الطويلة التي مرت من عمر الازمة اللبنانية كان الأسى حاضرا في كل الأيام، وكانت الأعياد أكثر الأيام التي تلحظ فيها مشاهد الحزن على الوجوه، فكيف لوجه أن يعرف السعادة وله حبيب لم يجفّ كفنه تحت التراب، وكيف لبلدة أن ترفع مظاهر العيد وقد دهم القتل معظم منازلها دفعة واحدة، فليس ببساطة ينزل الأسود وترفع الزينة والأضواء..
منذ ذهب هذا الوطن الى مأساته كان دائماً وقبل أن يهل العيد يأتي ما يعكر صفوه، ويسرق فرحته.. فالإسرائيلي كان جاهزاً بآلة القتل ليحوّل ساحات البلدات الى ساحات موت.. والميليشيات هنا كانت تعبر عن غبطتها بقدوم العيد بتحويل لحظاته الى مآتم..
وحتى اليوم فان اللبناني اعتاد على أن لا حصة له من فرح العيد، وهو يستطيع عندما تسأله عن استعداده للعيد أن يجد لك ألف سبب وسبب لما يسحب من العيد بهجته وفرحه، وإذا لم يجد سبباً أمنياً أو سياسياً، فالغلاء والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كفيلة بذلك.
ولأن الأعياد غادرت هذا الوطن كما الكثير من أبنائه، فمن حقنا أن نطالب باستعادتها لا بل قد يكون واجباً علينا أن نقف كلنا ونصرخ نريد أن يعود العيد الى وطننا..
أن يعود العيد فهذا يعني أن يعمّ الأمن فلا يخرج الواحد من داره وكأنه ذاهب الى دار الفناء، وان يشعر الناس بأنهم أبناء الوطن وليسوا لاجئين أو متسولين.. العيد من حقنا فلنستعيده.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008
يهل هلال شهر شوال المبارك.. حاملاً معه للأمة الإسلامية من مشرقها الى مغربها عيد الفطر السعيد، مفعماً بالخشوع لله بعد شهر التقوى والطاعة لله، وحاملاً معه رسائل الخير والسلام والمحبة الى كل الشعوب، لا سيما أولئك الذين يكافحون للبقاء في مواجهة القهر والموت والجوع والعطش.. أو ضحايا الظلم المتأتي من الاستكبار بكل أشكاله وأصنافه.
دائماً يتكفل العيد بما هو مناسبة سعيدة بإعادتك سنوات الى الوراء، الى أيام كان فيها العيد بالنسبة لنا نحن الذين كنا صغاراً، كل القضية، كنا ننتظر من عام الى عام حضور العيد وقدومه لننعم ولو بيوم واحد من الفرح.. فهل كنا بالفعل نفرح؟
بإمكان أي لبناني أن يختصر لك العيد منذ ثلاثة وثلاثين عاماً بالكلمات التي تعبر عن الحسرة، والتوجع، وبإمكانه أن يشطب من العيد كل مشاعر الحبور التي كانت تنتاب وقتها وما زالت الصغار.
لا شك أنه خلال السنوات الطويلة التي مرت من عمر الازمة اللبنانية كان الأسى حاضرا في كل الأيام، وكانت الأعياد أكثر الأيام التي تلحظ فيها مشاهد الحزن على الوجوه، فكيف لوجه أن يعرف السعادة وله حبيب لم يجفّ كفنه تحت التراب، وكيف لبلدة أن ترفع مظاهر العيد وقد دهم القتل معظم منازلها دفعة واحدة، فليس ببساطة ينزل الأسود وترفع الزينة والأضواء..
منذ ذهب هذا الوطن الى مأساته كان دائماً وقبل أن يهل العيد يأتي ما يعكر صفوه، ويسرق فرحته.. فالإسرائيلي كان جاهزاً بآلة القتل ليحوّل ساحات البلدات الى ساحات موت.. والميليشيات هنا كانت تعبر عن غبطتها بقدوم العيد بتحويل لحظاته الى مآتم..
وحتى اليوم فان اللبناني اعتاد على أن لا حصة له من فرح العيد، وهو يستطيع عندما تسأله عن استعداده للعيد أن يجد لك ألف سبب وسبب لما يسحب من العيد بهجته وفرحه، وإذا لم يجد سبباً أمنياً أو سياسياً، فالغلاء والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كفيلة بذلك.
ولأن الأعياد غادرت هذا الوطن كما الكثير من أبنائه، فمن حقنا أن نطالب باستعادتها لا بل قد يكون واجباً علينا أن نقف كلنا ونصرخ نريد أن يعود العيد الى وطننا..
أن يعود العيد فهذا يعني أن يعمّ الأمن فلا يخرج الواحد من داره وكأنه ذاهب الى دار الفناء، وان يشعر الناس بأنهم أبناء الوطن وليسوا لاجئين أو متسولين.. العيد من حقنا فلنستعيده.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق