المسجد الاقصى
كتب أمير قانصوه
منذ نحو ربع قرن حين بدأنا نحيي يوم القدس تلبية لنداء الإمام الخميني (قده).. كنا نظن أن القدس بعيدة، والصلاة في مسجدها أمل بعيد.
كانت طوابير المجاهدين الذين يصطفون للمشاركة في المراسم طويلة جداً، حتى تكاد تحيط شوارع مدينة بعلبك.. كان المجاهدون الذين هم في ريعان شبابهم يقسمون عند نهاية العرض أن للقدس طريقا واحدا هو الجهاد في سبيل في الله.. كان القسم يقول: "طريقنا الى السعادة.. إيمان جهاد شهادة".
تنتهي المراسم ونعود الى قرانا غروباً، وعندما كنا في العام التالي نجيء الى قدسنا، كنا نفتقد الكثير من الإخوة الذين كانوا معنا في العام الذي سبق، فنعرف من خلال أسماء المجموعات أنهم باتوا في عداد الشهداء..
وأين استشهدوا؟ على طريق القدس.
كان الشهداء يتساقطون خلال هجمات ومواجهات ضد مواقع العدو الصهيوني على مسافة تتراوح بين (80) و(120) كيلومترا من القدس، وكان كلما سقط شهيد أقرب الى الهدف الذي هو المسجد الأقصى، كنا نعتقد أننا بتنا أقرب.. وكلما تهاوى حصن للعدو على طول خط الجبهة كان ذلك بمثابة سقوط جدار من حول مسجدنا المقدس.
في كل مواجهة مع العدو أو كمين أو تقدم كان يسقط لنا الشهداء.. وفي إحدى المرات شُيع في يوم القدس في بعلبك أكثر من عشرة شهداء كانوا استشهدوا في المواجهات، في البقاع الغربي. كان ذلك يؤدي الى شحن النفوس أكثر، فتجد المجاهدين في ازدياد والمجموعات في توسع.. كان ذلك يعني الاقتراب أكثر من القدس.
يوم القدس كان يعني لأمة المقاومة وقفة للحساب مع مقاومتها، أين تقدمت؟ وكم هي اليوم أقرب الى القدس؟ كم هي قوتها؟
كان الكل يشاهد المجاهدين ألوية وسرايا وفصائل ومجموعات، وكانوا في كل عام يرون أن هذه الجحافل تتقدم الى الأمام.
في 25 أيار عام2000 تقدمنا كيلومترات الى الأمام، وبتنا الى القدس أقرب، وأسقطنا من حول القدس ألف ألف جدار. وفي تموز عام 2006، لم يبقَ حول القدس إلا كيان هزيل، أشبه ببيت العنكبوت.
في يوم القدس 2008 القدس أقرب الى بيروت وإلى الضفة والقطاع والقاهرة ودمشق ونواكشوط والرياض والكويت وصنعاء والدار البيضاء وتونس والدوحة وطرابلس وبغداد.. الى كل الدول العربية والإسلامية القدس قريبة جدا.. الى كل هذه العواصم وإلى كل الشعوب الحرة والأبية، لأن هناك مقاومة أسقطت إرادة آسرها.. لأن هناك فتيانا خرجوا من رحم الأرض يقاتلون بصدورهم العارية المحتل لأرضهم، وليكشفوا كل الوهن والضعف في جسد أمتهم.
"يوم القدس هو يوم مواجهة المستكبرين.. يوم انتصار الحق على الباطل".. ويوم تتحرر القدس سيسقط كل الاستكبار.
الانتقاد/ العدد1302 ـ 26 أيلول/ سبتمبر 2008
منذ نحو ربع قرن حين بدأنا نحيي يوم القدس تلبية لنداء الإمام الخميني (قده).. كنا نظن أن القدس بعيدة، والصلاة في مسجدها أمل بعيد.
كانت طوابير المجاهدين الذين يصطفون للمشاركة في المراسم طويلة جداً، حتى تكاد تحيط شوارع مدينة بعلبك.. كان المجاهدون الذين هم في ريعان شبابهم يقسمون عند نهاية العرض أن للقدس طريقا واحدا هو الجهاد في سبيل في الله.. كان القسم يقول: "طريقنا الى السعادة.. إيمان جهاد شهادة".
تنتهي المراسم ونعود الى قرانا غروباً، وعندما كنا في العام التالي نجيء الى قدسنا، كنا نفتقد الكثير من الإخوة الذين كانوا معنا في العام الذي سبق، فنعرف من خلال أسماء المجموعات أنهم باتوا في عداد الشهداء..
وأين استشهدوا؟ على طريق القدس.
كان الشهداء يتساقطون خلال هجمات ومواجهات ضد مواقع العدو الصهيوني على مسافة تتراوح بين (80) و(120) كيلومترا من القدس، وكان كلما سقط شهيد أقرب الى الهدف الذي هو المسجد الأقصى، كنا نعتقد أننا بتنا أقرب.. وكلما تهاوى حصن للعدو على طول خط الجبهة كان ذلك بمثابة سقوط جدار من حول مسجدنا المقدس.
في كل مواجهة مع العدو أو كمين أو تقدم كان يسقط لنا الشهداء.. وفي إحدى المرات شُيع في يوم القدس في بعلبك أكثر من عشرة شهداء كانوا استشهدوا في المواجهات، في البقاع الغربي. كان ذلك يؤدي الى شحن النفوس أكثر، فتجد المجاهدين في ازدياد والمجموعات في توسع.. كان ذلك يعني الاقتراب أكثر من القدس.
يوم القدس كان يعني لأمة المقاومة وقفة للحساب مع مقاومتها، أين تقدمت؟ وكم هي اليوم أقرب الى القدس؟ كم هي قوتها؟
كان الكل يشاهد المجاهدين ألوية وسرايا وفصائل ومجموعات، وكانوا في كل عام يرون أن هذه الجحافل تتقدم الى الأمام.
في 25 أيار عام2000 تقدمنا كيلومترات الى الأمام، وبتنا الى القدس أقرب، وأسقطنا من حول القدس ألف ألف جدار. وفي تموز عام 2006، لم يبقَ حول القدس إلا كيان هزيل، أشبه ببيت العنكبوت.
في يوم القدس 2008 القدس أقرب الى بيروت وإلى الضفة والقطاع والقاهرة ودمشق ونواكشوط والرياض والكويت وصنعاء والدار البيضاء وتونس والدوحة وطرابلس وبغداد.. الى كل الدول العربية والإسلامية القدس قريبة جدا.. الى كل هذه العواصم وإلى كل الشعوب الحرة والأبية، لأن هناك مقاومة أسقطت إرادة آسرها.. لأن هناك فتيانا خرجوا من رحم الأرض يقاتلون بصدورهم العارية المحتل لأرضهم، وليكشفوا كل الوهن والضعف في جسد أمتهم.
"يوم القدس هو يوم مواجهة المستكبرين.. يوم انتصار الحق على الباطل".. ويوم تتحرر القدس سيسقط كل الاستكبار.
الانتقاد/ العدد1302 ـ 26 أيلول/ سبتمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق