2008/09/10

موسم الاصطياف على ضفاف العاصي في الهرمل: سياح معظمهم محليون.. لكن الأمل يكبر




كتب غسان قانصوه
قبل أن ينتهي فصل الشتاء ومعه العام الدراسي في لبنان، يبدأ أصحاب المقاهي والمتنزهات والفنادق على ضفاف نهر العاصي الاستعداد والتحضير لاستقبال الوافدين من مختلف المناطق اللبنانية، من خلال ترميم وإعادة تجهيز متنزهاتهم، وهم الذين يعيشون من السياحة على نهر العاصي، ويشكلون نسبة مهمة من أهالي الهرمل. لكن الأعوام الماضية وما حفلت به من أحداث، أتت بما لا يأملون في جني تعبهم.
فالعدوان الصهيوني عام 2006 أصابهم بخسائر منها ما هو مباشر كما في حال الذين استهدفت الطائرات الصهيونية متنزهاتهم، أو الذين يملكون مطاعم إلى جوار جسر العاصي الذي دُمّر، ومنها ما هو غير مباشر من خلال القضاء على الموسم السياحي الصيفي، وكل ذلك دون أن تعمد الحكومة السابقة إلى التعويض عليهم.
وجاءت الأحداث الأمنية والانقسام السياسي مؤخراً لتزيد الطين بلة، فلم يعد الطريق آمناً للوافدين الذين يريدون الاصطياف والاستجمام على ضفاف نهر العاصي من خارج منطقة بعلبك ـ الهرمل.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن ما شاهده الأهالي هو تقدم ملحوظ يدفعهم الى تأكيد ضرورة أن تكبر مساحة الأمل هذه، خصوصاً أن المنطقة تحتاج الى الكثير على مستوى السياحة التاريخية والبيئية، الى جانب الاصطياف.
"لم يزر منتزهاتنا ومطاعمنا هذا العام سوى أبناء محافظة بعلبك ـ الهرمل من لون طائفي أو مذهبي معين، وقد افتقدنا الكثير من الزبائن الذين يحضرون أيام الجمعة والسبت والأحد".. يقول علي علوه (صاحب مقهى ومطعم)، ويضيف بأن شهر رمضان الذي يأتي هذا العام في أواخر فصل الصيف لا يؤثر في مطاعمنا، لأن هناك ولائم يومية تقام على نهر العاصي نحن نتحضر لها.
أما محمد عمرو (مدير فندق ومطعم)، فدعا السياسيين إلى "الصمت قليلاً وعدم تبادل الاتهامات ولو خلال فصل الصيف، لأن من شأن ذلك أن يريح الأوضاع في لبنان ويسمح للمواطنين بالانتقال بين المناطق كافة". ويشير إلى أن "الأيام الأخيرة من الموسم شهدت تقدماً ملحوظاً في نسبة الوافدين إلى المنطقة بسبب الهدوء على الجبهة الداخلية". ودعا الأجهزة الأمنية إلى العمل بشدة للحد من ظاهرة السرقة على الطرق الدولية التي تساهم أيضاً في منع السياح من القدوم إلى منتزهات العاصي".
أبو حسين أمهز (مدير مدينة ملاهي)، لم ينسَ أيضاً الطريق السيئة بسبب الحفر والمطبات من بعلبك إلى الهرمل، التي "تمنع السياح من القدوم خوفاً من حوادث السير القاتلة التي تحصل بشكل متواصل.. إلا أنه مرتاح لنسبة الزبائن التي تحضر إلى مدينة الملاهي، سيما أنها جديدة وقد أُنشئت بشكل خاص لأبناء محافظة بعلبك ـ الهرمل".
ويقول عبد الله علوه (صاحب مطعم): "المنطقة بحاجة ماسة الى اهتمام الدولة ووزارة السياحة، خصوصاً أنها كانت وما زالت تعمل لحسابات حزبية وطائفية ومذهبية ومناطقية وانتخابية". وسأل عن "السبب الذي يدفع الحكومة لعدم دفع التعويضات حتى اليوم لأصحاب أحواض السمك الذين تضرروا من جراء العدوان الصهيوني والسيل في أيار".
يستمر موسم الاصطياف على ضفاف العاصي حتى منتصف تشرين الأول المقبل، وما يأمله أصحاب المتنزهات والمطاعم والفنادق أن يعوضوا ولو قليلاً مما خسروه خلال الفترة السابقة. كما يتمنون أن تنظر الدولة إليهم، وخصوصاً في العهد الجديد، نظرة المواطنية في الحقوق كما يقومون هم بواجباتهم على أكمل وجه.
الانتقاد/ العدد1296 ـ 5 أيلول/ سبتمبر 2008

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى