2008/09/16

13 أيلول.. حين سقطت الفتنة وقامت المقاومة

كتب أمير قانصوه
تحضر الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة 13 أيلول، لتعيد للدم القاني المسفوك على قارعة الطريق تحت جسر المطار في بيروت، الأسى والوجع الذي تركه يومها في جسد المقاومة كما الوطن، ولتعيد للسبيل الذي ذرف فيه هذا الدم ما يستحقه.
فالذين خرجوا في 13 أيلول 1993 يهتفون ضد اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الصهيوني، كانوا يهتفون ضد بيع فلسطين وما تبقى منها.. كانوا ينادون بتحريرها من البحر الى النهر، كلها مع الكرامة.. كانوا يهتفون لعودة كل أبنائها الى بيوتهم وبياراتهم وقراهم ومدنهم.
الذين خرجوا عصر 13 أيلول في شوارع بيروت وقُتلوا كانوا يقولون ذلك.. وكل الذين استشهدوا ذلك اليوم يعرفون أن الطريق الى "كل فلسطين" هي المقاومة التي يمكن بها أن نفرض على العدو وكل من يحالفه الهزيمة. هم في ذلك الوقت قبل خمس عشرة سنة كانوا يؤمنون بأن الطريق الذي سلكوه سيوصلهم الى التحرير والنصر والحرية.
ولكن الرصاص الذي انطلق الى صدور علي ونزار وسمير ومحمد وسكنة، كان يريد أن يقطع ذلك الطريق، أن يحول دم هؤلاء المجاهدين الى فتنة تحرق المقاومة والجيش والوطن كله.. أراد للدم المقاوم الذي يعد بالتحرير والنصر أن ينقلب على وطنه، فكان الجواب بالعض على الجرح لتبقى المقاومة حارسة الوطن، محروسة بعين الوطن، وليفتح بدم هؤلاء الشباب الطريق واسعاً الى التحرير والنصر.
من كان يخطط ويرسم المعادلات، كان يريد أن يبدأ من أوسلو على خطين: تصفية القضية وتصفية المقاومة..
كان يريد للمقاومة التي كانت خارجة للتو من مواجهة قاسية مع العدو في عدوان "تصفية الحساب"، أن تسقط ليس في لبنان فحسب، بل وفي فلسطين، ولكن دم المجاهدين والصامدين الذي انتصر في حرب "تصفية الحساب"، ودم الشهداء في مجزرة 13 أيلول، أعطى للمقاومة في لبنان وكل المنطقة منعة وقوة إضافيتين، وجعل المقاومة تحقق كل الانتصارات وتحقق كل الآمال التي عُلقت عليها.. بينما مشروع الفتنة الذي تقوده الولايات المتحدة كان يترنح ويتهاوى، وتعده المقاومة في كل يوم بالسقوط الكبير.
لن تكون هناك فتنة بين المقاومة وكل أبناء وطنها ما دامت عين المقاومة مفتوحة جيداً على عدوّها.
الانتقاد العدد1299 ـ أيلول/ سبتمبر 2008

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى