كتب أمير قانصوه
ما سر الهجمة التصالحية لتيار المستقبل باتجاه أخصامه في الشمال؟
سؤال بدا مطروحاً بقوة خلال الايام الماضية، وكل من يطرحه ينتظر أن يستمع للإجابة.
على شاشات التلفزة.. في الصحف.. في كواليس السياسيين وفي السهرات الرمضانية.. السؤال واحد: ما الذي بدّل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من الصقور الى الحمائم؟
السؤال عند البعض هو فعلاً للاستفسار.. ولكنه ينم عن قناعة ترسخت عند عموم الناس أن هذا التيار الذي أسسه الرئيس رفيق الحريري، وحلم بأن يخرج يوماً الى ساحة العمل السياسي تحت شعار العلم والمشاريع التنموية.. قد ضيعه الورثة وحولوه الى تيار مغموس بالاحقاد ومرهون لحسابات المال والسلطة والاحلاف المرتبطة بمصالح الدول والممالك وحاجاتها في السياسة الخارجية.
وهكذا في عهد الورثة تحول تيار المستقبل الى ند لنصف اللبنانيين أو أكثر.. وتحول من استقطاب الطلاب الى استقطاب "الجاهلين والزعران"، ونسي الورثة أنه أسس ليوزّع المنح المدرسية لا ليوزع الاسلحة الفردية والمتوسطة والذخائر في أكثر من زاروب وحي ومدينة من بيروت الى البقاع والشمال..
أما أن يذهب هذا التيار الى المصالحة الطرابلسية فيجتمع الى كل أبناء الفيحاء.. فهذا ارتداد الى تاريخه، والى ما أسسه عليه الرئيس الحريري. أن يذهب زعيم التيار ليقول لعناصره انسحبوا من الشوارع وارموا الذخائر فهذا عودة الى نهج الرئيس الحريري، أن يتقدم من الشخصيات والرموز الشمالية بالاعتذار ولو شكلاً عن كل الاساءات التي تعرض لها هؤلاء من شخصيات الصف الثاني، ومن العناصر الموتورة خلال السنوات الماضية، فهو من أفضل الاعمال لا سيما في هذا الشهر المبارك.
كثيرون يتمنّون أن تكون العودة الى إرث الشهيد رفيق الحريري هي السر في الهجمة التصالحية، وان يكون التصالح هو النهج الذي ذهب اليه المستقبل، لا أن يكون موسماً عابراً بالاستناد الى اقتراب الانتخابات النيابية والى قراءات سياسية وحسابات جديدة إقليمياً ودولياً، لا سيما حسابات الرعاة الاساسيين لهذا التيار.. و"خوفهم من ان يروا في الشمال ما رآه الاميركيون في جورجيا".
ومهما كانت ظروف هذه الحسابات وحقيقتها، ومهما كان حجم المحتاجين في الداخل والخارج للمبادرات، المهم أن يكون جوهرها التهدئة والتصالح، وأن تكون راسخة، لأن الكل يعرف أن سقوط هذا النوع من التفاهمات قد يشكل في لحظة ما الكارثة الكبرى.
مبروك للفيحاء مصالحتها.. التي نتمنى أن يعقبها الانماء والمشاريع الوفيرة.
الانتقاد/ العدد1297 ـ 9 أيلول/ سبتمبر 2008
2008/09/10
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق