2008/09/22

المشاركة قبل المصالحة

كتب أمير قانصوه
ان مقدمة أي مصالحة قد تجري على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو في أي شأن، هي رضا الطرفين أو الأطراف المتنازعة، وهكذا يذهب الجميع الى المصالحة بعد ان يكونوا قد تراضوا على كل التفاصيل، دون أن يتركوا شاردة أو واردة، حتى لا تكون هذه الشاردة في لحظة ما سبباً لعودة الخصام وتخريب المصالحة.
هذا في المصالحات العادية، أما في مصالحة على مستوى الوطن، فالأطراف التي جلست قبل يومين على طاولة الحوار يبدو أنها غير عابئة بمصير هذه الطاولة، وهل ستفضي الى مصالحة حقيقية أم أن نهايتها التأجيل الى مشكلة أخرى وأزمة وطنية أكبر.. وإلا فلماذا رفض توسيع الطاولة؟
ان المطالبة بأن تضم طاولة الحوار كل الأطياف من المعارضة والموالاة هو مطلب حق ومطلب ذكي، ومطلب يقارب الحاجة الدائمة الى الاستقرار السياسي والاجتماعي.
فلا خلاف على ان الذين حضروا الى طاولة بعبدا بمعظمهم يحظون بحضور سياسي وشعبي، ولكنهم لا يمثلون كل الشعب اللبناني.. وهناك أمثلة كثيرة، فطوال السنوات الثلاث الماضية هُمش الرئيس عمر كرامي وأُقصي وتعرض الى أبشع الحملات الاعلامية، على قاعدة أنه يفتقد للتمثيل.. بالأمس ذهب سعد الحريري وخلفه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى الرئيس كرامي معترفين بحضوره وتمثيله، وليعتذروا من كل هذا الكم من الشوك الذي زرعوه على طريق بقاعصفرين، فاستقبلهم بالورد والصفح.. أفلا يستحق أن يكون له مقعد على طاولة الحوار؟! أليس من الطبيعي أن يكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية جزءاً من الحوار، وهو الذي كان طرفاً أساسياً في المعارضة خلال السنوات الماضية؟! أليس من الضروري أن يكون الرئيس سليم الحص أول المدعوين الى الحوار، وهو الرجل الذي لم يصمت طوال السنوات الماضية عن توجيه النصح وتقديم الأفكار للحلول؟! الى العلويين الذين كانوا طرفاً في نزاع الشمال، الى غيرهم من قادة الأحزاب والتيارات السياسية.
ان الحوار الذي بُدىء به قبل أيام هو حوار مختلف عن كل حوار ساحة النجمة، وحوار سان كلو وحوار الدوحة. هناك كان أقصى ما نطلبه هو هدنة والتوافق على الخروج من النفق، اما اليوم فما يطلبه اللبنانيون هو حوار لبناء الدولة العادلة والقادرة، والدولة المدافعة عن سيادتها، وهذا ما يتطلب إشراك كل اللبنانيين بالتفكير والرأي، حتى تلاميذ المدارس والعمال والمزارعين، كلهم من حقهم أن يشاركوا برأيهم ما دام الوطن لهم وما داموا مستعدين للدفاع عنه في وجه أي اعتداء.. كما هم مستعدون لإعادة بنائه ليكون وطناً يليق بشعبه.
الانتقاد/ العدد1300 ـ 19 أيلول/ سبتمبر 2008

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى