كتب أمير قانصوه
في شهر الخير والبركة والمغفرة والرحمة والصبر، ربما من الجدير التوقف عند حالة الغلاء الفاحش الذي يصيب كل السلع، والذي يرخي بثقله على الناس ويجعلهم يقفون مشدوهين أمام أسعار المواد الغذائية والخضار واللحوم، بما يتجاوز حدود أي ارتفاع تشهده الايام الاولى من الشهر الفضيل كل عام.
ان أي استطلاع دقيق للواقع الاجتماعي الذي يعيشه المواطن اللبناني.. سيأخذك حتماً الى الدهشة من قدرة البعض على تجاوز الصعوبات بما فيها لقمة العيش والتأقلم سريعاً مع حجم الزيادة التي تلحق بالسلع المختلفة حتى لو كلفهم الامر مضاعفة ساعات العمل أو الشروع في عمل آخر قد يمتد الى منتصف الليل أحيانا.
فما يضعه أي مواطن نصب عينيه هو كيف يقدر على مواجهة وحش الغلاء وكسره، ولو كلف الامر أن يصبح كل الوقت المخصص لعائلته وأطفاله وراحته، وقتاً للعمل.
لا تعتبر موجة الغلاء التي يشهدها لبنان منذ نحو سنتين موجة محلية صرفة، وان كان لا أحد يخفي أن السياسة الاقتصادية الداخلية قد تكون عاملاً مؤثراً الى حد كبير في ارتفاع أسعار سلع محددة، ولكن الازمة الحالية هي بمعظمها عالمية، وهي جاءت في توقيت واحد الى كل الدول.. بدءاً من سوريا الى الدول العربية وأوروبا وغيرها.. ولكن هذه الدول عرفت كيف تواجه.
نتساءل نحن كمواطنين لبنانيين.. لماذا تستطيع كل الدول (غير لبنان) أن تخرج من أزمة الغلاء دون أن يموت مواطنوها على الارصفة جوعاً، ولماذا بإمكان المواطن في تلك الدول أن يفطر على ضوء الكهرباء... بينما في بلدنا يحتاج الى الكثير الكثير حتى يتساوى مع أي مواطن في العالم، أو حتى بأبناء الحي المجاور لمنزله.. ودائماً تشعرنا الدولة بحكومتها ونوابها ومديريها ... أن المواطنين هم معتدون على الدولة وعلى قانونها وعلى هيبتها وعلى سمعتها.
قبل الامن والسياسة هناك الامن الاجتماعي، والدولة التي تريد أن تستتب أمورها عليها أن تبدأ بإرساء الامن الاجتماعي وأوله مواجهة الفقر والجوع..
في نيسان الماضي توقع مدير دائرة خفض الفقر في البنك الدولي مارسيليو جيوجيل أن يؤدي ارتفاع اسعار المواد الغذائية الى ازدياد معدل الفقر ما بين 3% و5%.. وهذه النسبة تعني نحو مئة مليون شخص في العالم.
السؤال الاهم هو: كم بلغت حصة لبنان من الفقراء الجدد؟
الانتقاد/ العدد 1296 ـ 5 أيلول/ سبتمبر 2008
في شهر الخير والبركة والمغفرة والرحمة والصبر، ربما من الجدير التوقف عند حالة الغلاء الفاحش الذي يصيب كل السلع، والذي يرخي بثقله على الناس ويجعلهم يقفون مشدوهين أمام أسعار المواد الغذائية والخضار واللحوم، بما يتجاوز حدود أي ارتفاع تشهده الايام الاولى من الشهر الفضيل كل عام.
ان أي استطلاع دقيق للواقع الاجتماعي الذي يعيشه المواطن اللبناني.. سيأخذك حتماً الى الدهشة من قدرة البعض على تجاوز الصعوبات بما فيها لقمة العيش والتأقلم سريعاً مع حجم الزيادة التي تلحق بالسلع المختلفة حتى لو كلفهم الامر مضاعفة ساعات العمل أو الشروع في عمل آخر قد يمتد الى منتصف الليل أحيانا.
فما يضعه أي مواطن نصب عينيه هو كيف يقدر على مواجهة وحش الغلاء وكسره، ولو كلف الامر أن يصبح كل الوقت المخصص لعائلته وأطفاله وراحته، وقتاً للعمل.
لا تعتبر موجة الغلاء التي يشهدها لبنان منذ نحو سنتين موجة محلية صرفة، وان كان لا أحد يخفي أن السياسة الاقتصادية الداخلية قد تكون عاملاً مؤثراً الى حد كبير في ارتفاع أسعار سلع محددة، ولكن الازمة الحالية هي بمعظمها عالمية، وهي جاءت في توقيت واحد الى كل الدول.. بدءاً من سوريا الى الدول العربية وأوروبا وغيرها.. ولكن هذه الدول عرفت كيف تواجه.
نتساءل نحن كمواطنين لبنانيين.. لماذا تستطيع كل الدول (غير لبنان) أن تخرج من أزمة الغلاء دون أن يموت مواطنوها على الارصفة جوعاً، ولماذا بإمكان المواطن في تلك الدول أن يفطر على ضوء الكهرباء... بينما في بلدنا يحتاج الى الكثير الكثير حتى يتساوى مع أي مواطن في العالم، أو حتى بأبناء الحي المجاور لمنزله.. ودائماً تشعرنا الدولة بحكومتها ونوابها ومديريها ... أن المواطنين هم معتدون على الدولة وعلى قانونها وعلى هيبتها وعلى سمعتها.
قبل الامن والسياسة هناك الامن الاجتماعي، والدولة التي تريد أن تستتب أمورها عليها أن تبدأ بإرساء الامن الاجتماعي وأوله مواجهة الفقر والجوع..
في نيسان الماضي توقع مدير دائرة خفض الفقر في البنك الدولي مارسيليو جيوجيل أن يؤدي ارتفاع اسعار المواد الغذائية الى ازدياد معدل الفقر ما بين 3% و5%.. وهذه النسبة تعني نحو مئة مليون شخص في العالم.
السؤال الاهم هو: كم بلغت حصة لبنان من الفقراء الجدد؟
الانتقاد/ العدد 1296 ـ 5 أيلول/ سبتمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق