2008/08/18

ما بعد 14 آب


كتب أمير قانصوه
بعد أن لملم الناس أشلاء شهدائهم وبعض الأوراق المتطايرة من ركام منازلهم، وبعد أن حطموا كل الارادات التي تجمعت لقهرهم.. وبعد أن شاهدوا عدوهم بعينهم مقهوراً مدحوراً وذليلاً، وبعدما لوّنوا بالرايات الصفراء منازلهم وكل التلال التي يمكن أن يراها جنود العدو الخائبون وطائراتهم وراداراتهم وحتى جواسيسهم.. بدأوا رحلة جديدة..
بعد 14 آب/ أغسطس 2006 تاريخ جديد ليس فقط للأمة التي انتصرت ببضع مئات من المجاهدين في لبنان.. وليس فقط للبنان الذي انتصر بأبنائه وصموده، بل للناس الذين امتحنوا إرادتهم ففازوا.. بل للناس الذين سلبوا العدو حلمه بشرق أوسط جديد يكون فيه هو الحاكم المطلق، والباقي كلهم عبيد وخدم في مملكته..
بعد 14 آب هؤلاء الناس لم يتركوا منازلهم مدمرة ويذهبوا الى السفارات طلباً للجوء، وليهربوا بأبنائهم من أتون المعركة.. بل باشروا فوراً ببناء ما هدمه العدوان لأنهم أبناء الارض.. ودفعوا بأبنائهم الى ساحات الاستعداد لأي مواجهة جديدة..
بعد 14 آب بات للصراع مع العدو شكل جديد.. واستراتيجية مختلفة، لم يعد الصراع من النوع الذي يهدد موقعا أو دورية أو مستوطنة .. بات الكيان الغاصب كله مهدداً بالإزالة من خارطة الوجود، وها هو موشيه أرينز أحد صقور العدو يقول إن المقاومة تستطيع أن تزيل "إسرائيل" لأن "السور الحديدي الذي تبناه بن غوريون كأساس للاستراتيجية الدفاعية تحوّل في السنوات الأخيرة الى سور من ورق ومن الممكن اختراقه بسهولة".. هكذا تشعر إسرائيل للمرة الأولى في تاريخها أن إزالتها كما وعد الإمام الخميني (قده) أمر ممكن وقابل للتحقق.
انه زمن ما بعد 14 آب.. زمن تستعيد فيه الأمة كرامتها حين ترى العدو منهاراً وخائفاً من بعض رجالها، وتستعيد فيه إرادتها حين ترى أسراها يعودون إليها دون منة من أحد، وتستعيد رفات شهدائها كرايات مقاومة على امتداد الوطن العربي.. انه زمن الانتصارات وأوّلها انتصار الإرادة.
إن أكثر ما يخيف هذا العدو ومعه كل الغرب هو أن تستلهم الأمة روح المقاومة وتأخذها نموذجاً لمواجهته.. فيتحقق الوعد باكراً، ويصبح العالم بلا هذا الكيان العنصري المتغطرس.
في 14 آب تاريخ بدأ لانطلاقة جديدة للأمة المقاومة.. وفي 14 آب أيضاً تاريخ جديد لبداية نهاية اسرائيل.
الانتقاد/ العدد1290 ـ 15 آب/ أغسطس 2008

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى