2008/07/25

هل عادت أميركا لتلعب بالشأن الداخلي؟

كتب امير قانصوه
هل بات التأخير والتأخير هو سيد السياسة الحاكمة في لبنان..
من تأخير قيام حكومة وحدة وطنية ورفض مطلب أكثر من نصف الشعب اللبناني لعام ونصف تقريباً.. الى الفراغ الذي حكم لبنان لنحو ستة أشهر، الى تأخير انجاز تشكيل الحكومة، والآن وصلنا الى التأخير المتعمد في انجاز البيان الوزاري الذي على أساسه ستأخذ حكومة الوحدة الوطنية الثقة لتنتقل الى معالجة الملفات الأساسية في البلاد، بدءاً من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تصيب كل اللبنانيين على حد سواء، وصولاً الى معالجة مخلّفات السنوات الثلاث الماضية على المستوى السياسي والشعبي بما يشبه اعادة صيانة وبرمجة السلم الاهلي والانطلاق الى تكريس الوحدة الوطنية بين مختلف اللبنانيين.
لكن لماذا التأخير الآن؟
قد لا يكون هذا التأخير بريئاً وهو من صِنف التأخير في المراحل الماضية، والذي كان يسير به الفريق الحاكم وفق متطلبات الرزنامة الأميركية التي ما كانت تقبل بقيام حكومة وطنية أو انتخاب رئيس للجمهورية يكون محل رضى واجماع كل اللبنانيين.. وكلنا يذكر السفرات المتتالية لكبار الدبلوماسيين الاميركيين واجتماعاتهم المغلقة مع أركان الفريق الحاكم وقتها، وكيف كانت تنقلب كل الاجواء الايجابية في لحظة واحدة الى أجواء سلبية.. وكيف أمكن للقاء قصير جداً للقائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة القضاء على كل المساعي التي كانت توصلت الى اتفاق ينهي الازمة.
لكن ما الذي يحصل الآن؟.. ولماذا التركيز على موضوع المقاومة وسلاحها في اطار البيان الوزاري مع أنه مرحّل الى الحوار الوطني الذي من المفترض ان يقوده رئيس الجمهورية في الفترة اللاحقة؟.
يقول العالمون إن الادارة الاميركية التي شعرت بالهزيمة المرّة.. للمرة الثانية خلال عامين (بعد هزيمة تموز/ يوليو 2006) وهي التي رضخت تحت ضغط الشارع اللبناني لإمرار اتفاق الدوحة وما تلاه.. لن تقبل بأن يمر البيان الوزاري للحكومة في ظل الانتصار الجديد لحزب الله بتحرير الاسرى وأجساد الشهداء، ولن تقبل بأن يأتي البيان بمثابة التأكيد على تأييد نهج المقاومة في التحرير والدفاع والحرية.. وهي سعيدة بكل أجواء التأخير وما يمكن أن يرافقها من سجال حول المقاومة وسلاحها، وهو ما يسحب من الاجواء الداخلية والاقليمية كل التأثيرات المعنوية التي خلفتها عملية الرضوان.
اذاً.. الادارة الاميركية تلعب مجدداً في الشأن الداخلي، وهناك من يصغي جيداً الى مطالبها.. أو أنه يحاول تقديم صك اعتماد جديد لها. لا يقطع هذا الشك غير صدور بيان وزاري لا يحيد عن خطاب الرئيس سليمان في استقبال الأسرى في المطار.
الانتقاد/ العدد1284 ـ 25 تموز/ يوليو 2008

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى