رسالة الشهداء الى الأمة.. ما خرجنا من فلسطين إلا لنعيدكم إليها

كتب أمير قانصوه
دون سابق انذار.. تخرج مجموعة من الفدائيين المجاهدين المؤمنين بحريتهم، يحمل كل واحد منهم "جواز سفر" ممهوراً بالدم وعليه رقم وكلمة بالعبرية: "مخرّب، مجهول سقط خلال مهاجمته دولة اسرائيل"..
الحقيقة أن هؤلاء المجاهدين كانوا في رحلة مقاومة للدفاع عن "القطر الفلسطيني الشقيق"، ومساندة شعبه في وجه الغزاة الصهاينة أيام كان غنوة كل الشعوب العربية، وأيام كان الحكام يتبارون في انشاد قصائد المديح بالقدس ويافا وحيفا وعكا .. والضفة وغزة أيضاً.. وأيام كان الانتماء للثورة مجداً لا يوازيه عزّ.. وكان الموت على الطريق الى فلسطين يوازي كل الأوسمة في حضرة السلاطين..
فجأة يخرج هؤلاء من تحت التراب، ينزعون الارقام عن أضرحتهم.. يستعيدون أسماءهم وأوطانهم.. ليس لأنهم تخلوا عن فلسطين التي حملتهم بين أحشائها سنوات وسنوات، بل ليعيدوا أوطانهم الى فلسطين ويذكروا هذه الأمة أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود.. لا تقف بوجهه كل الاسوار والحدود والشرطة والمخابرات وحراس الانظمة المتهالكة على أبواب الاستعمار، التي يظن حكامها أن حفظ رؤوسهم يكون بالتملق والارتهان للغرب وصولاً الى بيع الكرامة التي ما انفكت يوماً عن قضية فلسطين وطريق استعادتها..
يخرج هؤلاء المجاهدون من تحت الارض.. من التراب الذي عشقوه وأحبوه وأفنوا عمرهم في سبيل تحريره.. يخرجون أحراراً كما كانوا دائماً.. يعيدون المعركة الى ساحة الامة كلها بحقيقتها وجوهرها، وبأنها لم تكن يوماً حكراً على شعب أو مسؤولية جزء من الامة، بل هي قضية الامة كلها من المحيط الى الخليج..
من المغرب وتونس وليبيا ونيجيريا والكويت والاردن وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان.. شهود جدد يحضرون الى الوطن العربي كله، يصرخون بأعلى أصواتهم.. بلحمهم وعظامهم ودمهم وأرواحهم.. بأسمائهم التي لم يستطع العدو نزعها منهم.. يصرخون لفلسطين وقضيتها وكأنهم يرددون خلف عميد المحررين سمير القنطار "ما خرجت من فلسطين الا لأعود اليها": ما خرجنا من فلسطين الا لنعيدكم اليها.
فهل تقبل الانظمة على استعادة رفات أبائها.. ـ وان فعلت ـ تستعيد الكثير من الكرامة التي أهدرت على أبواب المستكبرين..
رسالة جديدة من شهداء الامة الى كل الامة:
سقطنا مقاومين وليس إرهابيين على طريق الحرية.. حُرّرنا بالمقاومة ووعدها الصادق وبدماء من أكمل الدرب.. فهيا الى استعادة حرية كل الامة والطريق واحد.. فلسطين.

الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008