
كتب أمير قانصوه
استغنت القوات اللبنانية عن السياحة وهمّ السياحة والاصطياف والصيف والمهرجانات والمسابقات.. فوزيرها جو سركيس لم يكن للحظة مقتنعاً أن موقعه هو عند أبواب لبنان ومداخل الفنادق والمقاصف ليستقبل ويرحب بضيوف لبنان القادمين اليه ليقضوا الأيام الجميلة في ربوعه العامرة بالفرح، وليزيل من أمام السائحين ما يعيق انشراحهم. هو ليس مقتنعاً لأن جسمه من جسم القوات "لبيس" كما خاطب اللبنانيين المقيمين، حين هددهم بالويلات التي قد تلحق بهم حين يخلع بزة السياحة ويرتدي بزة الحرب.
كان ذلك حين انتقلت القوات من الوجه الحربي الى الوجه المدني، فلم يستطع سركيس نسيان ماضي فريقه، لا بل فوراً استنجد بهذا الماضي، وكأنه كان يلمح الى شيء يحدث (في الحاضر) في جرود شحتول وأعالي بشري وغيرها، من نوع السياحة العسكرية، والتدريب على مختلف أنواع القطع الحربية.. وهذا ما كشفته القوى الأمنية وأكدته الأحكام القضائية الصادرة عن المحكمة العسكرية فيما بعد.
تريد القوات وزارة من النوع الذي يجعلها في مصاف القوى الأساسية في لبنان، وزارة تنقلها من خلف القضبان الى منصة القضاة، وزارة تحولها من موقع المتهم والمحكوم الى موقع القاضي والحاكم، لا بل الى قاضي القضاة كما لو قدر لها أن تستلم وزارة العدل في الحكومة المرتقب قيامها.
ولمن لا يعلم، فسمير جعجع وفريقه هم أشهر المحكومين اللبنانيين بجرائم من نوع القتل الجماعي في انفجار كنيسة سيدة النجاة، وقتل رئيس حكومة لبنان الشهيد رشيد كرامي، الى قضية الزايك وكنيسة زحلة وسمير زينون وداني شمعون ومجزرة اهدن وغيرها من الجرائم التي ارتبطت بسمير جعجع شخصياً. وإذا حصل هذا الفريق على وزارة العدل فيصبح هو الوصي على العدالة في الدولة اللبنانية لحقبة من الزمن قد تستمر لعام أو أكثر.
فكيف ستكون العدالة في عهدة القوات؟ هل ستكون على غرار محكمة الضبية وأحكامها التي أطلقتها حين كانت تنصّب نفسها فوق القانون والدولة والقضاة وقصر العدل.. وكيف ستطبق القانون؟ هل على طريقة أمنها الذاتي؟.. وكيف ستكون العدالة مع ميليشيا ارتبط اسمها بعلاقة وثيقة مع أقذر أجهزة الاستخبارات في العالم، كما أكد ذلك الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الصهيونية أهارون زئيفي قبل اشهر قليلة.
تحتاج القوات اللبنانية الى هذا النوع من المواقع لعلها تستطيع تبييض صورتها السوداء ليس عند اللبنانيين الذين لا أحد يستطيع أن يمحو من ذاكرتهم تاريخ هذه الميليشيا، بل في العالم الذي يعرف أن سمير جعجع قتل في اهدن أطفالاً.. ولم ينكر.
الانتقاد/ العدد 1280 ـ 11 تموز/ يوليو 2008
استغنت القوات اللبنانية عن السياحة وهمّ السياحة والاصطياف والصيف والمهرجانات والمسابقات.. فوزيرها جو سركيس لم يكن للحظة مقتنعاً أن موقعه هو عند أبواب لبنان ومداخل الفنادق والمقاصف ليستقبل ويرحب بضيوف لبنان القادمين اليه ليقضوا الأيام الجميلة في ربوعه العامرة بالفرح، وليزيل من أمام السائحين ما يعيق انشراحهم. هو ليس مقتنعاً لأن جسمه من جسم القوات "لبيس" كما خاطب اللبنانيين المقيمين، حين هددهم بالويلات التي قد تلحق بهم حين يخلع بزة السياحة ويرتدي بزة الحرب.
كان ذلك حين انتقلت القوات من الوجه الحربي الى الوجه المدني، فلم يستطع سركيس نسيان ماضي فريقه، لا بل فوراً استنجد بهذا الماضي، وكأنه كان يلمح الى شيء يحدث (في الحاضر) في جرود شحتول وأعالي بشري وغيرها، من نوع السياحة العسكرية، والتدريب على مختلف أنواع القطع الحربية.. وهذا ما كشفته القوى الأمنية وأكدته الأحكام القضائية الصادرة عن المحكمة العسكرية فيما بعد.
تريد القوات وزارة من النوع الذي يجعلها في مصاف القوى الأساسية في لبنان، وزارة تنقلها من خلف القضبان الى منصة القضاة، وزارة تحولها من موقع المتهم والمحكوم الى موقع القاضي والحاكم، لا بل الى قاضي القضاة كما لو قدر لها أن تستلم وزارة العدل في الحكومة المرتقب قيامها.
ولمن لا يعلم، فسمير جعجع وفريقه هم أشهر المحكومين اللبنانيين بجرائم من نوع القتل الجماعي في انفجار كنيسة سيدة النجاة، وقتل رئيس حكومة لبنان الشهيد رشيد كرامي، الى قضية الزايك وكنيسة زحلة وسمير زينون وداني شمعون ومجزرة اهدن وغيرها من الجرائم التي ارتبطت بسمير جعجع شخصياً. وإذا حصل هذا الفريق على وزارة العدل فيصبح هو الوصي على العدالة في الدولة اللبنانية لحقبة من الزمن قد تستمر لعام أو أكثر.
فكيف ستكون العدالة في عهدة القوات؟ هل ستكون على غرار محكمة الضبية وأحكامها التي أطلقتها حين كانت تنصّب نفسها فوق القانون والدولة والقضاة وقصر العدل.. وكيف ستطبق القانون؟ هل على طريقة أمنها الذاتي؟.. وكيف ستكون العدالة مع ميليشيا ارتبط اسمها بعلاقة وثيقة مع أقذر أجهزة الاستخبارات في العالم، كما أكد ذلك الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الصهيونية أهارون زئيفي قبل اشهر قليلة.
تحتاج القوات اللبنانية الى هذا النوع من المواقع لعلها تستطيع تبييض صورتها السوداء ليس عند اللبنانيين الذين لا أحد يستطيع أن يمحو من ذاكرتهم تاريخ هذه الميليشيا، بل في العالم الذي يعرف أن سمير جعجع قتل في اهدن أطفالاً.. ولم ينكر.
الانتقاد/ العدد 1280 ـ 11 تموز/ يوليو 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق