
كتب أمير قانصوه
وأنت تجلس بجوار نهر العاصي ترى الماء يتدفق غزيراً كأنه كل الخير الخارج من بين أفناء الأرض.. يغسل أقدام مدينة الهرمل، يرطب أجواءها ببعض من نداه، ثم يكمل طريقه متجهاً شمالاً، غير آبه بأرض كما الصحراء يخلفها وراءه شرق الهرمل وفي محيط نبعه ومجراه داخل الاراضي اللبنانية.
العاصي ينتظر أن يحجز ماءه سد صغير يعمل عليه منذ سنوات، ومن السد يفترض أن تضخ المياه الى الاراضي المحيطة لريها وبناء المشاريع الزراعية فيها، وهو حلم تنتظره المنطقة منذ عقود، ولو كان ما يعمل عليه سد صغير لا يوازي ما حلمت به الهرمل وجوارها فيما مضى، فإنه سيشكل بداية الانطلاقة الانمائية الحقيقية للمنطقة، وسيحول النهر الغزير من مجرد عابر سبيل في أرضها الى ضيف مقيم يترك أثراً أخضر كما في دول الجوار (سوريا وتركيا)، ويطرد شبح الحرمان الذي ما زال يهدد سكان حوضه اللبناني.
مع نهر العاصي تستطيع أن تسترجع زمناً طويلاً من الاهمال الذي حفّ بالهرمل، مع الجمهوريات والحكومات المتعاقبة التي لم تكن تنظر الى الهرمل ومناطق الأطراف الا كأصوات انتخابية ترجح زعامة أقطابها، وهذا الواقع لم يتبدل كثيراً في العهود الاخيرة.. ولم تتدخل قدرة عجائبية لازالة الاهمال وبناء المنطقة وفق واقع جديد، يكون الانماء سيده، ولكن ما جرى هو القليل الذي هو خير من الحرمان.
ما ان تشرف على الاقتراب من الهرمل حتى تجد طريقاً بمعايير جيدة، يأخذك الى مدخل الهرمل الذي اجادت بلديتها العمل فيه تشجيراً وأرصفة وانارة، وعلى مسافة ليست بعيدة يقع مستشفى الهرمل الحكومي، وبمجرد ان تعرف انه يعمل، فإنك تنسى السنوات الطويلة والجهود التي بذلت لبنائه ومن ثم تركه خاوياً لسنوات اخرى، لكنه اليوم يعمل وينتظر ان يفعّل ويطوّر ليلبي حاجة المنطقة.وأنت تجلس بجوار نهر العاصي ترى الماء يتدفق غزيراً كأنه كل الخير الخارج من بين أفناء الأرض.. يغسل أقدام مدينة الهرمل، يرطب أجواءها ببعض من نداه، ثم يكمل طريقه متجهاً شمالاً، غير آبه بأرض كما الصحراء يخلفها وراءه شرق الهرمل وفي محيط نبعه ومجراه داخل الاراضي اللبنانية.
العاصي ينتظر أن يحجز ماءه سد صغير يعمل عليه منذ سنوات، ومن السد يفترض أن تضخ المياه الى الاراضي المحيطة لريها وبناء المشاريع الزراعية فيها، وهو حلم تنتظره المنطقة منذ عقود، ولو كان ما يعمل عليه سد صغير لا يوازي ما حلمت به الهرمل وجوارها فيما مضى، فإنه سيشكل بداية الانطلاقة الانمائية الحقيقية للمنطقة، وسيحول النهر الغزير من مجرد عابر سبيل في أرضها الى ضيف مقيم يترك أثراً أخضر كما في دول الجوار (سوريا وتركيا)، ويطرد شبح الحرمان الذي ما زال يهدد سكان حوضه اللبناني.
مع نهر العاصي تستطيع أن تسترجع زمناً طويلاً من الاهمال الذي حفّ بالهرمل، مع الجمهوريات والحكومات المتعاقبة التي لم تكن تنظر الى الهرمل ومناطق الأطراف الا كأصوات انتخابية ترجح زعامة أقطابها، وهذا الواقع لم يتبدل كثيراً في العهود الاخيرة.. ولم تتدخل قدرة عجائبية لازالة الاهمال وبناء المنطقة وفق واقع جديد، يكون الانماء سيده، ولكن ما جرى هو القليل الذي هو خير من الحرمان.

في الهرمل ايضاً طرقات محفّرة، ومعظم طرقاتها كذلك بفعل الأشغال التي لم تنته، وهي تنتظر الزفت قبل الشتاء حتى لا تتكرر مآسي السائقين.
اما مركز الهرمل الثقافي، فهو الحلم الذي لطالما انتظرنا تحقيقه، وقد تحقق كثمرة تعاون بين بلدية الهرمل ومؤسسة الوليد بن طلال، وهذا المركز بأقسامه المتطورة ومكتبته النامية يكفي ليكون البداية لحركة ثقافية واعدة يمكن ان تشهدها هذه المدينة التي لطالما حاربت اسس الجهل وأنتجت واحتضنت المثقفين والمبدعين.
علامات مضيئة في مسيرة الانماء العسير للهرمل، التي تحتاج الى الكثير لتعويضها عن عمر من الحرمان، وهي مسؤولية الجميع.
الانتقاد/ العدد1279 ـ 8 تموز/ يوليو 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق