غسان قانصوه - الهرمل
بكر المؤمنون في الهرمل، صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك ليتوجهوا كما العادة، إلى مسجد الإمام علي (ع)، في حي الدورة، لتأدية صلاة العيد .
المسجد غص بمن فيه، تهليل وتكبير، الناس تعايد بعضها، قبل أن يرفع الأذان للصلاة، ليصطف المؤمنون بانتظام، وبعد الإنتهاء من الصلاة، إعتلى الشيخ طه المنبر، ليؤكد أن القرار الظني المزمع إصداره، يهدف إلى تشويه صورة المقاومة، ووصمها زوراً بالإجرام خدمة للعدو الصهيوني والإستكبار.
وفور انتهاء الخطبة، انطلقت المسيرة المعتادة في كل عيد، نحو ضريح العلامة المقدس الراحل الشيخ موسى شرارة (رض)، لتلاوة الفاتحة،المسيرة طريقها نحو جبانة الهرمل، لتلاوة الفاتحة، وزيارة أهل القبور، ومن هناك تفرق الجمع كل إلى عائلته أو أقربائه.
وتشهد مدينة الهرمل ليلة العيد وأيامه، زحمة سير خانقة، سيارات سياحية، أغلبها يحمل لوحات خضراء، لأبناء المدينة المهاجرين قسراً ممن دفعهم البحث عن لقمة العيش لأبنائهم، إلى مغادرتها نحو العاصمة، بينما يغمرهم شوق العودة إليها، كلما سنحت لهم الفرصة.
حركة دراجات نارية بهلوانية، لشباب يهوون المغامرة، ولو أتت على حساب حياتهم، في معظم الأحيان.
وحدهم الأطفال أكثر الناس فرحاً واحتفالاً بالعيد، يرتدون أفخر ثيابهم وأفضلها، التي ربما استدان ذووهم ثمنها، متسلحين ببنادق " الخرز"، يخوضون بها "حروب شوارع" الأحياء، ولا يتورعون عن استخدام الألعاب النارية لاستكمال معركتهم، رغم تحذيرات الأهالي من مخاطر هذه الألعاب، فيما فضل بعضهم الآخر التوجه نحو مدينة الألعاب للإحتفال بالعيد على طريقتهم.
أما الكبار، المرهقين بواقعهم الاقتصادي والاجتماعي المزري، فيشكل العيد لهم، فرصة للتلاقي، وأخذ قسط من الراحة المدفوعة الثمن، وقد انشغلوا بزيارات الأقارب، فالحديث لا ينفصل عن ما يدور حولهم من مشاكل سياسية واجتماعية، والهم الأساس يبقى لقمة العيش، ولسان الحال يقول: " عيد ..... بأي حال عدت يا عيد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق