2010/03/25

الأضرار الزراعية في مشاريع القاع: راحت مواسمنا


غسان قانصوه
بات التشبث في الأرض ، ضرباً من الجنون ، بالنسبة للمزارعين ، الذين ألحقت بهم الكوارث الطبيعية ، منذ عدة أعوام ، وحتى اليوم ، خسائر كبيرة ، جعلتهم لا يقوون على النهوض من آثارها المدمرة ، على حياتهم ولقمة عيالهم ، و يقفون حائرين ، عاجزين عن مواجهة قدرهم ، وهم بالكاد يلتقطون أنفاسهم ، ويمنون النفس في جني محاصيلهم يوماً ما ، فيما لا يرف لحكوماتهم المتلاحقة جفناً ، أمام خسائرهم المتلاحقة ، التي يتذكرونها تماماً ، لأن "كأس الأسى ما بينتسى" ، فلا تعويضات من قبل الهيئة العليا للإغاثة ، رغم حضور لجان الكشف والوعود المتكررة ، ولكن كما يقول الشاعر ، "أسمعت لو ناديت حياً ، ولا حياة لمن تنادي".

جديد عند المزارعين في مشاريع القاع في البقاع الشمالي الذين زرناهم هو موجة الصقيع ، التي حصلت مؤخراً ، نتيجة التقلبات المناخية المتكررة ، قضت على آمالهم ، في جني محصول مواسمهم الزراعية ، من الفول والبازيلاء والبندورة ، وثمار أشجار اللوز والمشمش والدراق والتفاح.

موجة الصقيع التي جاءت ، بعد شهر تقريباً من موجة مماثلة، ضربت المنطقة جعلت المزارع ، مع تسليمه بقضاء الله وقدره ، يقف حائراً أمام مصيبته ، حيث لم يعد التفكير محصوراً ، بكيفية تأمين لقمة العيش لعيالهم ، بل تعداه ، إلى كيفية تأمين ثمن الأدوية الزراعية للشركات ، التي تنتظرهم في أول الطريق ، إضافة إلى دفع مستحقات البنوك والمصارف ، من القروض المتوجبة عليهم ، عدا عن أجور العمال.

يقول المزارع أسعد كردية :" قضى الصقيع على 90% من موسمنا ، ولم يبق شيئاً ونطلب من الدولة مساعدتنا" ، كما اشتكى كردية من ارتفاع أسعار الدواء الزراعي وبذار المزروعات بما يفوق التصور:" وإذا بقي الوضع على هذا الوضع لن نستطيع أن نكمل طريقنا في الزراعة".

من جهته ناشد حسين كردية الهيئة العليا للإغاثة أن تكشف على خسائرهم الزراعية نتيجة الصقيع ، التي أحرقت الموسم بشكل كامل تقريباً كما اشتكى من سوء نوع البذار التي يشترونها من الشركات.

المزارع علي كردية قال :" منذ العام 2005 وحتى اليوم ، نتلقى الكوارث الطبيعية وغيرها ، من إقفال للحدود ، حيث تلف موسم البندورة ، إلى عدوان تموز ، حيث ذهب الموسم أدراج الرياح ، إلى حرب نهر البارد" ، مضيفاً بأن ليس هناك اليوم مزارع ، إلا وعليه ديون تقدر بمئات الآلاف من الدولارات ، ونحن لم نعد نتحمل هذا الواقع" داعياً الهيئة العليا للإغاثة ، للتعويض على المزارعين ، بأسرع وقت ممكن ، كما عرض مشكلة أخرى ، هي التفاوت بأسعار الأدوية.

بدوره المزارع عاهد الضعون قال :" الفول ضربه الصقيع ، كذلك المشمش والدراق ، ولم يبق من الموسم شيئاً ، ونحن اليوم نقف حائرين أمام الشركات ، لكننا لا نستطيع أن ندفع لها قرشاً واحداً"

حالة مزرية يعيشها المزارعون في البقاع ، والمطلوب من الدولة اليوم ، قبل الغد ، أن تعوض عليهم ، حتى يستطيعوا الوقوف على أقدامهم مجدداً ، بما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى