غسان قانصوه
يعتبر البدء بتأهيل الطريق الممتد من مفرق حربتا وحتى مفرق رأس بعلبك ، بمثابة الحلم الذي تحقق أخيراً ، بالقياس إلى سنوات الإهمال الطويلة ، وما أدت إليه من حوادث سير ، وتسببت بضحايا وجرحى ومعوقين.
مراجعات متكررة من نواب وفعاليات المنطقة على مدى الأعوام الماضية ، شملت جميع وزراء الأشغال في الحكومات السابقة ، إلى أن اتخذ وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي قراراً شجاعاً ، في نقل المنطقة من واقعها المأساوي ، بعد زيارة تفقدية قام بها بدعوة من نواب بعلبك - الهرمل
الأشغال على الطريق الذي يبلغ طوله حوالي عشرين كيلومتراً ، انطلقت عملياً قبل شهرين تقريباً ، على أساس أن تنتهي في مهلة أقصاها 45 يوماً ، ولكن نظراً لوجود أعمال في البنى التحتية لبلدات العين واللبوة والنبي عثمان ، تقرر تمديد المهلة المحددة ، ولكن ما يؤكده المعنيون أن الأشغال ستنتهي قبل بداية فصل الشتاء ، وهي ستشمل "برش" الإسفلت القديم و"فلش" الجديد.
رؤساء بلديات البقاع الشمالي أثنوا على الخطوة المنتظرة منذ عهد الاستقلال ، باستثناء بعض "الترقيعات" من أعمال الصيانة ، التي لا تلبث أن تزول عند أول "شتوة"، يقول رئيس بلدية العين خليل ناصر الدين :"بعد مراجعات آثر وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أن يلتفت إلى المنطقة ، وجاء إليها ملبياً دعوة نواب المنطقة مشكورين ، وقرر بعد ما رأى من واقع أن يعبد الطريق الحالي على ما هو عليه أما بالنسبة لمشروع الاتوستراد الذي سيمر تحت بلدات البقاع الشمالي فهو متروك لوقت آخر" أضاف :"نحن نبارك هذه الخطوة والعمل قائم وإن تزامن مع بنى تحتية في بلدة العين فلأننا نعتقد بأنه يجب أن يصان الطريق لمدة طويلة بمعنى أن لا يزفت وبعد أيام نقوم يحفر ، ولذلك طلبنا من الوزير تمديد المهلة لإكمال مشروع البنى التحتية اللازمة في العين ولاحقاً في النبي عثمان واللبوة فالتأخير الحاصل قسري.
ورأى بأن المنطقة ستنعم بطريق طالما انتظره أجدادنا وأهلنا موجهاً الشكر والتقدير للوزير العريضي ، الذي أخذ بعين الاعتبار أن أهل بعلبك – الهرمل يجب أن يعطوا ولا يحاسبوا لأنهم من قبل قدموا العطاء وحوسبوا.
أما رئيس بلدية اللبوة أكرم أمهز فأكد أن هناك فائدة كبيرة من الطريق من بعلبك إلى القاع وقال :"الوزير العريضي وعدنا بأن الطريق سيزفت ويوسع في الأماكن التي تستدعي ذلك ، واعتقد أن الأعمال ستنتهي في شهر كانون ، وهذا الطريق سيحيي المنطقة ، وهنا لا بد أن نتوجه بالشكر إلى نواب المنطقة الذين تابعوا معنا منذ عدة سنوات ، كما نوجه الشكر للوزير العريضي على هذه الالتفاتة.
رئيس بلدية النبي عثمان عصام نزهة ومع شكره للنواب والوزير العريضي ، لفت إلى أن للطريق أهمية كبيرة وحيوية ، ولو كان فيه بعض النواقص كالبنى التحتية ، متمنياً لو تم صرف مبلغ على الصرف الصحي كان أفضل ، كما طالب بجسور للمشاة ، "فهناك حوادث سير تحصل في المنطقة ، وخصوصاً في النبي عثمان ، كما آمل أن تتم إنارة الطريق في بعض الأماكن التي لا تصل إليها إنارة البلديات ، لأن المقرر من الإنارة يبدأ من مفرق رأس بعلبك حتى الحدود اللبنانية- السورية كما نتمنى أن يتوسع الطريق لا أن تتم الأشغال بطريقة "بازارية"
تحركت عجلة الأشغال على طريق رأس بعلبك - البزالية ، ولا بد أن المبلغ المرصود الذي يفوق الثلاث مليارات ليرة لبنانية ، يكفي لإنجازه ، وهذا الطريق سيشكل مع الاتوستراد الذي تنفذه الهيئة الإيرانية بين بعلبك والبزالية وأصبح قاب قوسين من الإنجاز ، مرفقاً حيوياً من كافة النواحي الاقتصادية والسياحية في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق