أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أن الثقافة الأصيلة هي التي تصنع مقاومة قوية يعجز كل العالم عن إخضاعها وإسكات صوتها وإلحاق الهزيمة بها في أي ظرف ووضع تواجهه ، وأن ثقافة المقاومة ربت أجيالاً ، يحملون السلاح ، ويقاومون ، ويدافعون عن هوية ووطن وقناعة يعتقدون أنها الجزء الأهم والأخطر في وجودهم وحياتهم.
وخلال رعايته حفل انطلاق مهرجان الهرمل الثقافي الثالث الذي تنظمه لجنة التربية والثقافة في بلدية الهرمل شدد السيد صفي الدين أنه مع تجربة المقاومة تغيرت المعادلة وأن هزيمة الصهاينة في 2006 ، كانت هزيمة عسكرية وأمنية مدوية وهزيمة ثقافية استطاعت المقاومة من خلالها ، أن تخترق جدار العقل والوجدان والفكر الإسرائيلي ، لتجعله يشك في قضيته التي ربى على أساسها الصهاينة حقداً وكراهية على امتداد أكثر من ستين عاماً ،
أضاف :"بعد حرب تموز أصبح الإسرائيلي يشك في قدراته وإمكانية بقائه كقوة قاهرة في المنطقة ، وأصبح يفتش عن حلول تعيد له الطمأنينة ، ووصلنا إلى هذا الإنجاز بفعل ثقافة الآباء والأجداد الأصيلة ، في الفكر والفن والأدب والشعر وكل ما ننتمي إليه ، فنحن لسنا شعوباً لقيطة ، بل عمرنا بعمر التاريخ ، والأجدر بالانتصار والحياة".
وقال السيد صفي الدين :" إذا كنا ننتمي إلى هوية واحدة بالمعنى الوطني والثقافي يجب أن نكون شركاء جميعاً في الدفاع والمقاومة ، وحمل العبء ، فلا استقلال ناجز مع وجود التهديدات الإسرائيلية الدائمة ، ومع وجود الغطرسة الأميركية والإسرائيلية ، وما شاهدناه قبل أيام ، مشهد واضح للوقاحة الأميركية ، التي تريد أن تفرض على اللبنانيين معادلات جديدة ، عندما لم تتمكن إسرائيل بعدوانها وأميركا بضغطها السياسي وقراراتها الدولية ، من فرض قواعد اشتباك جديدة لمصلحة الإسرائيلي".
وأكد بأنه ليس بإمكان أحد اليوم أن يفرض قواعد اشتباك جديدة ، ومن فرض المعادلة هي المقاومة ، بانتصارها وصواريخها وشهدائها وكل عناصر القوة ما زالت موجودة.
مضيفاً بأن كل من يتحدث عن قواعد اشتباك جديدة واهم ومخطئ ، ونحن لا نحتاج لرفع الصوت كثيراً ، لكن عليهم أن يعرفوا أن ما حصل بفعل الانتصار ، لا يمكن لأحد أن يغيره بالفتنة والتآمر ، وهذا ما شهدناه طوال كل السنوات الماضية ، ولم تستطع أي قوة في الدنيا أن تأخذ منا هذا الانتصار والعزة.
واعتبر السيد صفي الدين أن ما يفيدنا في لبنان هو الشراكة الحقيقية ، والالتقاء لبناء وطن قوي منيع ومحصن ، وحينما نشارف على مرحلة تشكيل حكومة وحدة وطنية فهذا مدعاة للسرور والأمل ، ما يعني أن بإمكاننا مجتمعين أن نلملم الجراح ونعالج القضايا الكبرى على مستوى كل التحديات الاقتصادية والاجتماعية
ورأى أن ما ينتظر الحكومة القادمة التي ستبصر النور في الأيام والأسابيع القادمة هو تحدي معالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتفاقم والتنمية الشاملة ، التي يحتاجها كل مواطن ، بغض النظر عن انتمائه الطائفي والمذهبي والحزبي والسياسي والمناطقي ، لأن المشاكل التي تفتك بالوطن كبيرة ، بعضها ذو جذور عميقة ، يحتاج إلى تدقيق وعناية خاصة وقرارات إستراتيجية ، وإلى توجه شجاع لمواجهة الفساد وسوء الإدارة والتخطيط ، وعندما كنا نصر على حكومة الوحدة الوطنية فلمعالجة هذه القضايا التي لا يمكن لأي أحد معالجتها دون توافق.
وختم بأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، فرصة جديدة يجب أن يحسن الاستفادة منها ، للتأسيس عليها من أجل بناء وطن متين وقوي ، يعالج كل القضايا ويعطي الأمل لكل اللبنانيين ، بعد السنوات العجاف التي مرت عليهم ، ونعتقد أن هذه الفرصة يمكن أن تتحقق ، ونحن أبدينا التجاوب في هذا الإطار.
حضر الحفل عدد من نواب تكتل بعلبك الهرمل ، وفد قيادة منطقة البقاع في حزب الله ، رئيس اتحاد بلديات قضاء الهرمل ورؤساء بلديات ومخاتير ، مفتي الهرمل الشيخ علي طه ، علماء دين وحشد من الأهالي.
وتخلل الحفل كلمة لرئيس بلدية الهرمل مصطفى طه ، استعرض خلالها إنجازات المجلس البلدي ، على كافة الصعد ، بعد ذلك بدأت العروض الكشفية ، تقدمتها الفرقة الموسيقية والفرق الكشفية التابعة لكشافة المهدي (عج) ، وكشافة الرسالة الإسلامية ، ثم لوحة تمثل الوحدة الوطنية ، فالفرق الرياضية ، وحملة كتاب باسم المهرجان ، ولوحة عرس تراثي لمدارس المبرات الخيرية ، فالخيالة الذين يمثلون الثوار الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي ، فلوحة تراثية من أصالة الهرمل قدمها المركز الثقافي في المدينة ، قبل أن يتوجه السيد صفي الدين مع الحضور إلى المعرض التراثي ، الذي يضم مأكولات وحرفاً قديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق