2008/12/18

في وداع المربي الاستاذ احمد المسمار

شُيّع المربي أحمد المسمار الأسبوع الماضي في الهرمل بعد صراع طويل مع المرض. وهو من جيل المربين والأستاذة خدم مدارس الهرمل وتلامذتها لأكثر من عشرين عاماً بإخلاص وتفان رغم ظروفه الصحية الصعبة.

درّة صحبةٍ صالحة
طراد حمادة
كيف تفكّر؛ وأنت تودّع صديقك الذي ارتحل بداية الشتاء إلى محلته الأخيرة في عالم الحق؛ وكنت تشغل نفسك بمجالسته في عالم الخلق وصحبته لا تبتعد في المكان، ولا يشغلها النسيان.
وحين تعلم أنه في سكنه المتصل بتقيّة الموت؛ حتى مصداقه على النفس المطمئنة، قد حدس لحظة موته، وكأنه يضرب مع أجله موعداً.
وكنت قد قرأت في سيرة السرسقطي، كيف اختار معلمه، من عامة الناس، لحظة موته، وقدّرت أن صديقي أحمد علي المسمار واحد من أصحاب النفوس المطمئنة التي تغادر هذا العالم، على حدس الدخول في عالم الأخيار...
أحمد المسمار؛
ما الذي أقوله في وداعك، وما شعرت بقيمة الصحبة الحقة، إلا حين قرأت في فضاء روحك فاتحة الكتاب. وغادرت المكان، كالذي نخبئ درة صحبة صالحة سلمان منا أهل البيت ذلك هو مقام الصحبة يا أحمد، وقد كنت على هذا المقام للكثيرين. وهذه الهرمل، من ضفاف العاصي إلى قمة الرجال العشرة تشيعك، رجلاً من رجالاتها حكاية جميلة، مؤثرة، من حكايا حاراتها.
وفيما يتسابق معارفك من أهلك إلى ذكرك حين نذكر فضائل الأخلاق والثبات على المبادئ، ومواجهة الصعاب، فإن روح المقاومة من الحركة الوطنية والقومية إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني إلى حزب الله والمقاومة الإسلامية، من النضال الاجتماعي والوطني، إلى العمل الحزبي والنقابي، إلى دراسة القرآن وتبليغ علوم الأخلاق والبيان، إلى بيتك المتواضع ملتقى الأصدقاء، وحفظ حب الإخوان والجيران أمثلة شاهدة على المكان التي تحفظها الهرمل لأحمد المسمار في حياته، وتبقى مدونة بعد رحيله في ذاكرتها الحية...
صديقي أحمد؛
أيام كنا ننشد أحمد العربي
في زمن الحصار.
وكنا نعبر طريقنا في
مشوار الحوار الذي
لا ينضب
في الأيام التي كنت فيها
تعارض وتعتب
والتي كنت فيها
على بعدك، أقرب
كلها مرسومة
محفّظة في الذاكرة
الحافظة وفي الخيال الخلاّق
الذي يجعل الهرمل،
من ضفاف العاصي إلى قمة
الرجال العشرة، تفخر
بأمثالك من الرجال.

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى