كتب أمير قانصوه
يلمس اللبنانيون هذه الأيام أهمية ما كانت تطلبه المعارضة الوطنية منذ نحو سنتين وما تحقق بعيد السابع من أيار/ مايو الماضي، وهو الشراكة الحقيقية التي تنتج استقرار سياسي وأمني وتعيد البلاد الى اجواء الهدوء والعقلانية بعيداً عن لغة الشارع والمواجهات.
ما أنتجه اتفاق الدوحة هو الشراكة في إدارة البلاد، ونقل الاختلاف الى مواقعه الطبيعية في المجلس النيابي وفي مجلس الوزراء وأيضاً على طاولة الحوار في القصر الجمهوري، وهذا ما سحب فتائل التفجير من الشارع وأطلق جواً من المصالحات السياسية بين الكثير من الاطراف المتخاصمة في المعارضة والموالاة، ليعود الخلاف الى السياسة التي هي جوهره الحقيقي، وليس أي شيء آخر.
أول ما لمسه المواطن اللبناني من الشراكة التي نادت بها المعارضة واعتصمت وتظاهرت لأجلها خلال عامين، كان الاستقرار الأمني ولو بحدوده الدنيا. وثاني ما بتنا نلمسه هو ادارة جديرة بالاحترام لبعض الوزارات في الدولة كنموذج تقدمه المعارضة، لتؤكد من خلاله أن ما تصبو اليه هو بناء دولة المواطنين جميعاً، وليس دولة الفئات والمحسوبيات أو الفريق الواحد، كما فعلت الحكومة السابقة خلال عامين من حكمها غير الشرعي وغير الدستوري.
والامثلة على ذلك كثيرة، فما قام به وزير الاتصالات جبران باسيل خلال أشهر قليلة من تسلمه الوزارة جدير بالاهتمام، خصوصاً في ادارته الشفافة للملفات المعقدة داخل الوزارة. وقد شاهد اللبنانيون جميعاً كيف أمكنه أن يدخل الى الخزينة أكثر من 3 ملايين دولار، فقط بقرار بيع عدد من خطوط الخلوي ذات الأرقام المميزة، والتي كانت تذهب فيما مضى الى المحاسيب والأصدقاء. كما أنه أخرج البطاقات المدفوعة سلفاً من يد المافيات والسوق السوداء لتكون في خدمة المواطن من خلال بيعها مباشرة في مراكز "ليبان بوست".
أسبوع منور بالكهرباء عاشه اللبنانيون خلال عيد الفطر، وهو ناتج عن قرار واضح من وزير الطاقة آلان طابوريان بأن يساوي بين كل اللبنانيين في ما خص توزيع الكهرباء وتقنينها. وهذا ما يكشف عن قدرة حقيقية على معالجة ملف الكهرباء الذي بات هاجس كل المواطنين. أما وزير الصناعة غازي زعيتر فقد أتى الى الضاحية متفقداً مصانعها التي دمرت خلال عدوان تموز، والتي لم تذكرها الحكومة السابقة حتى بزيارة تفقدية.
هذه عينة من التوازن في إدارة البلاد الذي أمكن للمشاركة أن تحققه.. وما تعدنا به الأيام القادمة ربما يكون أهم من ذلك بكثير.
الانتقاد/ العدد1305 ـ 10 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
يلمس اللبنانيون هذه الأيام أهمية ما كانت تطلبه المعارضة الوطنية منذ نحو سنتين وما تحقق بعيد السابع من أيار/ مايو الماضي، وهو الشراكة الحقيقية التي تنتج استقرار سياسي وأمني وتعيد البلاد الى اجواء الهدوء والعقلانية بعيداً عن لغة الشارع والمواجهات.
ما أنتجه اتفاق الدوحة هو الشراكة في إدارة البلاد، ونقل الاختلاف الى مواقعه الطبيعية في المجلس النيابي وفي مجلس الوزراء وأيضاً على طاولة الحوار في القصر الجمهوري، وهذا ما سحب فتائل التفجير من الشارع وأطلق جواً من المصالحات السياسية بين الكثير من الاطراف المتخاصمة في المعارضة والموالاة، ليعود الخلاف الى السياسة التي هي جوهره الحقيقي، وليس أي شيء آخر.
أول ما لمسه المواطن اللبناني من الشراكة التي نادت بها المعارضة واعتصمت وتظاهرت لأجلها خلال عامين، كان الاستقرار الأمني ولو بحدوده الدنيا. وثاني ما بتنا نلمسه هو ادارة جديرة بالاحترام لبعض الوزارات في الدولة كنموذج تقدمه المعارضة، لتؤكد من خلاله أن ما تصبو اليه هو بناء دولة المواطنين جميعاً، وليس دولة الفئات والمحسوبيات أو الفريق الواحد، كما فعلت الحكومة السابقة خلال عامين من حكمها غير الشرعي وغير الدستوري.
والامثلة على ذلك كثيرة، فما قام به وزير الاتصالات جبران باسيل خلال أشهر قليلة من تسلمه الوزارة جدير بالاهتمام، خصوصاً في ادارته الشفافة للملفات المعقدة داخل الوزارة. وقد شاهد اللبنانيون جميعاً كيف أمكنه أن يدخل الى الخزينة أكثر من 3 ملايين دولار، فقط بقرار بيع عدد من خطوط الخلوي ذات الأرقام المميزة، والتي كانت تذهب فيما مضى الى المحاسيب والأصدقاء. كما أنه أخرج البطاقات المدفوعة سلفاً من يد المافيات والسوق السوداء لتكون في خدمة المواطن من خلال بيعها مباشرة في مراكز "ليبان بوست".
أسبوع منور بالكهرباء عاشه اللبنانيون خلال عيد الفطر، وهو ناتج عن قرار واضح من وزير الطاقة آلان طابوريان بأن يساوي بين كل اللبنانيين في ما خص توزيع الكهرباء وتقنينها. وهذا ما يكشف عن قدرة حقيقية على معالجة ملف الكهرباء الذي بات هاجس كل المواطنين. أما وزير الصناعة غازي زعيتر فقد أتى الى الضاحية متفقداً مصانعها التي دمرت خلال عدوان تموز، والتي لم تذكرها الحكومة السابقة حتى بزيارة تفقدية.
هذه عينة من التوازن في إدارة البلاد الذي أمكن للمشاركة أن تحققه.. وما تعدنا به الأيام القادمة ربما يكون أهم من ذلك بكثير.
الانتقاد/ العدد1305 ـ 10 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق