كتب أمير قانصوه
دبّت الحماسة الانتخابية باكراً هذه المرة، وفتحت أعين القوى السياسية اللبنانية على اتساعها، كل واحدة تحاول الفوز بالسباق قبل أن تفتح الصناديق لتحدد الفائز.
وإذا كان ما زال من المبكر الخوض في رسم صور المعارك الانتخابية والساحات المفترضة لاستعارها، والتحالفات وأشكالها، فإن عدداً من القوى السياسية شمرّ عن ساعديه باكراً ونزل الى ميدان المواجهة، وهو يفترض أن من ينزل أولاً سيحصد نقاطاً أكثر تمكنه من فرض مرشحيه في لوائح حلفائه، وبالتالي يفترض أن إمكانية الفوز تصبح أكبر.
هذه هي حال فريق 14 آذار الذي استعرت المواجهة الانتخابية مع أولى معالمها في داخل بيته، وأولى صورها نار الترشيحات المتقابلة بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية في البترون، وبين القوات ودوري شمعون الذي استقال من رئاسة بلدية دير القمر حتى يتمكن من الترشح في الشوف. وهاتان الحالتان هما أول الغيث في معالم الخلافات بين هذه القوى، وما تتنبأ به غيرها من الدوائر سيكون أعظم.
وإذا كانت الترشيحات المتقابلة قد انطلقت، فإن كل جهة في 14 آذار بدأت العمل على تظهير حضورها السياسي والاجتماعي بهدف رفع رصيدها لدى الحلفاء أولاً، وفي مواجهة الخصوم ثانياً. لكن ذلك يتم عبر وسائل لطالما أنكر هذا الفريق ممارستها، وتتمثل في التقرب الى الناخبين تارة عبر مساعدات غذائية تصل الى المنازل، كما في مثل الاستفاقة المفاجئة على فرن الشباك وعين الرمانة، أو عبر أسمدة زراعية توزع على المزارعين في جرود جبيل من خلال عناصر القوات اللبنانية، أو بمساعدات طبية أو اجتماعية يؤديها تيار المستقبل في البترون. وهي ليست أكثر من رشى انتخابية، لا سيما أنها تأتي قبل أشهر قليلة من الانتخابات النيابية المزمعة.
وإذا كان هذا الفريق قبل نحو ستة أشهر من الانتخابات قد بدأها على هذا النحو، فما الذي سيحصل في الأيام المقبلة؟! فلا يخفى على أحد أن المال الانتخابي الذي رشه فريق 14 آذار في انتخابات العام 2005، ومن ثم في الانتخابات الفرعية العام الماضي، كان فضائحياً، ولا أحد يستبعد أن تشهد الأيام القادمة وصولاً حتى يوم الانتخابات، الكثير من هذه الحالات، ما دام هذا الفريق اتبع هذا الطريق لبلوغ أقصى أمانيه، وهي استعادة الأكثرية النيابية التي مكنته من الإمساك بحكم البلاد طول السنوات الثلاث الماضية.
الانتقاد/ العدد 1307 ـ 17 تشرين الأول/ اكتوبر 2008
2008/10/18
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق