2008/08/29

الامام الحاضر.. أبداً

كتب أمير قانصوه
كنا صغاراً نجيء اليك ننحني أمام هالة الحب والشوق لطلتك.. ولو من صورة معلقة في صدر المنزل.. كانت بسمتك ووجهك المشع نوراً يسبقك الينا، وحين نسأل متى اللقاء كان الجواب دائماً، قريباً وقريباً يعود الامام الينا.
كنا نغفو على أمل أن اللقاء ليس بعيدا.. والسيد الذي غادر يوماً دون استئذان سيطل من أفناء عمرنا ليهبنا حقنا بأن ننعم تحت فيء عباءته.. وأن نسير على هدي من نوره المتصل الى الانبياء والى السماء.
.. ولكن السيد لم يعد في العام الأول ولا في العام الثاني.. ومرت أعوام ثلاثون ولم يعد.. ونحن ما زلنا نصحو على وجهه الباسم ونغفو على أمل اللقاء القريب القريب.. والحلم الذي لا يفارقنا.
كثيرون ظنوا أن ذلك أضغاث.. وأن زمن السيد انتهى حين غيبه الظالم في سجونه.. وان غيابه هو موت لمشروع ونهج وفكر، ولكن ظنونهم كانت وهماً..
لم يستطع الخاطف أن يأخذ الامام من الخط الذي أرساه.. كان دائماً هناك في صمود "أم علي" وصرختها المدوية في ساحات الجنوب وهي تقهر المحتل.. وتعده أن الامام بيننا وخلفه كل المجاهدين.. وكان العدو يشاهد بأم العين أحمد قصير وخليل جرادي وبلال فحص وكل الفدائيين ممن ارتدوا رداء الصدر.. وحولوا حلمه واحتلاله الى سراب.. وأحالوا كل قرانا الى ميادين انتصارات.
لم يستطع كل المتآمرين أن يخطفوا السيد من ارادة هذا الشعب بالثبات.. لانتزاع حقوقه.. وبالثبات لارساء مداميك الوحدة الوطنية والعيش المشترك التي رسم السيد مداها من خلال مقارعة العدوان وعدم الانصياع للصهيوني.
كان السيد حاضراً في أحزمة الوطن حيث أقام الحرمان طويلاً.. يكفكف دمع المتعبين ويقدم من خبزه للفقراء قوتاً.. ويأخذ سلاحهم زينة رجالهم.. رصاصاً الى قلب العدو.. فيعودون الى قراهم مرفوعي الرأس مجاهدين وشهداء..
لقد اختطف المتآمرون الامام الصدر.. ليخطفوا قضية هذا الوطن.. ليخطفوا من هذا الشعب مقاومته، ولكن السيد كان حاضراً لم يغب، كان يصنع النصر تلو النصر بخطه وفكره..
من يرى ويسمع يدرك أن صاحب العمة السوداء الذي أوقد مشعل الثورة على الظلم والقهر وشق للحرية والكرامة والانتصار درباً واحداً... هو حاضر أبداً.. ولو طال الغياب.

الانتقاد/ العدد1294 ـ 29 آب/ أغسطس 2008

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى