كتب أمير قانصوه
قد يسأل سائل إذا أبصر البيان الوزاري النور اليوم أو غداً أو بعده.. ما هو الملف المقبل الذي سيجعل منه "الفريق الشباطي" عقدة في طريق مسار البلد إلى حالة من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي وبالتالي الاجتماعي؟
فما اعتدنا عليه مع هذا الفريق هو امتهان التأخير والمماطلة والتسويف إلى الحد الذي جعل اللبنانيين يعتادون على طريقته ويتوقعون منه ابتداع المناسبات والأسباب التي تجعله يؤخر ويؤخر..
لا شك أن الأسباب التي تدفعه للتأخير ليست جميعها ناتجة عن رؤيته المتقدمة لبناء الدولة العصرية كما يحاول الإيحاء بين الحين والآخر للمواطنين، وليست الإملاءات الخارجية هي الوحيدة التي تجعله يذهب إلى التأخير، وان كان لا أحد يبرئه من الإصغاء إلى نصائح السفراء وطلباتهم العاجلة والمتكررة، ووصوله إلى حد فهم ما هي حاجتهم قبل أن يبادروا إلى الطلب منه، كما في الكثير من الحالات التي بدا فيها السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان مشدوهاً من قدرة فريقه اللبناني على تنفيذ أقصى ما تتمناه إدارته.. لذلك لم يكن بريئاً أن تتحول المقاومة إلى قضية سجالية في البيان الوزاري بالتزامن مع تصريح القائمة بالأعمال الاميركية ميشال سيسون واستغرابها الاحتفاء بعميد الأسرى سمير القنطار، ووصفها له بـ"القاتل".
إن الجواب الذي يمكن أن يخرج به أي مراقب للساحة السياسية اللبنانية وطريقة مقاربة فريق ما كان يعرف بـ"ثورة الارز" (بحسب التسمية الاميركية) هو أن ثمة صراع إدارة يدور بين مكوّنات هذا الفريق، ويتبدّى جلياً من طموح كل طرف فيه وتوقعاته للمرحلة المقبلة بما فيها الانتخابات النيابية..
فبين حاجة تيار المستقبل للاستمرار كقابض على السلطة الثالثة بالتوازي مع المشروع الاقتصادي والمالي لقيادته، وبين استدارة وليد جنبلاط في لحظة شعوره بوهن المشروع الأميركي وتلقفه الحضور المتقدم لجبهة المقاومة والممانعة.. فإن لا أحد يعرف أين يجد سمير جعجع وبقايا "الثورة".. في غير دائرة المتخبطين الذين يقيسون حضورهم بعدد التصريحات التي يدلون بها.
فببساطة، وفي ظل الانفراج الذي يمكن أن ينتج عن الاتصالات التي تجري لإيجاد حل للبيان الوزاري، يخرج "المبدع" سمير جعجع بنظرية جديدة مفادها أن الصراع الدائر حالياً هو بين ثورة الأرز والمقاومة.. أليس من المعيب على حلفائه أن يقبلوا بوضعهم في خانة أعداء المقاومة التي احتفوا بالأمس جميعاً بإنجازها التحريري.
غداً تُحل عقدة البيان وبعده يبتدع هذا الفريق سبباً جديداً للتأخير.. أمر طبيعي ما دام يحوي هذا النوع من "المبدعين"!
الانتقاد/ العدد1286 ـ 1 آب/ أغسطس 2008
2008/07/31
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق