الطريق من بيروت الى الهرمل مروراً بكل المدن والبلدات الجبلية والبقاعية هي طريق أساوية، هدفها أن توصلك بأسرع ما يكون الى حادث سير مروّع بالتعبير الإعلامي، وبالتالي الى قرب "الأجلين"، الموت أو الإعاقة الدائمة، إلا إذا كان الحظ معك، فنجاك بجروح بليغة. بين رياق وبعلبك تسير ورشة تأهيل الأوتوستراد "سلحفاتياً".. تأثراً بالقصة الشهيرة التي تنال فيها السلحفاة قصب السبق على الأرنب بفعل المثابرة والجدية، وهذا يعني ان المشروع سينتهي في يوم من الأيام.. والى حينه يعلم الله كم سيأخذ الطريق من بشر الى التهلكة. أما بين بعلبك والهرمل فالطريق لم تعد صالحة لعبور غير وسائل النقل القديمة.. أحصنة وجمال، وبإمكان الجرارات الزراعية أن تسير عليه بصعوبة بالغة. هذا الأمر ليس جديداً، وعمره من عمر هذا الوطن الذي لم يضم الى خارطة إنمائه يوماً هذه المنطقة.. إلا في حدود غزوات الضرائب وحاجات زعمائه السياسية، علماً أننا نكاد نتجاوز العُشر الأول من القرن الواحد والعشرين وأقل الحقوق للبشر هي الطريق بشروط السلامة العامة. الأمر ليس من باب "النق" على الدولة.. كما انه ليس شعوراً متوارثاً منذ أكثر من ستين عاماً بالمظلومية والحرمان، بل هو حقيقة يمكنك ان تدركها بمراجعة حسابية بسيطة، وبمراجعة دقيقة لما حازته هذه المنطقة من مشاريع إنمائية في السنوات الخمس عشرة الماضية، وربما يسجلّ لها أنها لم تضف الى مديونية لبنان أي قرش، كما هو حال سائر المناطق (عكار، جبيل، كسروان، إقليم الخروب، القرى والبلدات المحررة في الجنوب...) التي لم تدخل في كشف محاسب الديون فؤاد السنيورة أو هو الذي أخرجها، بما أن ذلك يرضي مرشديه في البنك الدولي، لان شرط الإنماء هو مدى ملاءمة المنطقة المستهدفة للشروط السياسية المحددة من قبل من يدعم السنيورة في مواجهة اللبنانيين و"وولفوفيتز" في مواجهة فضائحه. ألم يكن السنيورة من وقف حائلاً بالتسويف والمماطلة أمام وعد الرئيس رفيق الحريري في آخر حكوماته نواب منطقة بعلبك الهرمل بتنفيذ مشاريع بـ300 مليون دولار لإنماء المنطقة؟ أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1211 ـ 20 نيسان/أبريل 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق