غسان قانصوه
يشكل طريق الهرمل – القبيات ، الذي يمر لمسافات طويلة تتجاوز الثلاثين كيلومتراً في جرود المنطقة ، أحد أهم المنافذ إلى محافظة الشمال من محافظة البقاع ، وهو في الواقع شريان حقيقي لأهالي المنطقة ، لربطه إياهم بمدينة طرابلس ، عاصمة لبنان الثانية.
ورغم هذه الأهمية الاستثنائية ، فإن الطريق لا يتمتع بأقل قدر من شروط الطرقات الدولية ، ولا حتى الداخلية أو الفرعية ، التي تضمن سلامة العابرين ، حتى بات سلوكه مخاطرة بحد ذاتها.
الزفت غابت معالمه على الطريق ، كما وتغيرت معالم الطبيعة الخلابة ، مع تحول لون غابة الأشجار الأخضر إلى ابيض نتيجة تناثر الغبار الكثيف ، مع مرور السيارات الصغيرة والشاحنات الكبيرة التي تنقل البضائع ، والتي ساهمت عن غير قصد أيضاً في سوء الطريق ، الذي تم شقه وتعبيده في عهد الرئيس العماد فؤاد شهاب ، ومنذ ذلك التاريخ لم يشهد الطريق أي نهضة لتعبيده ، سوى بعض المبادرات الخجولة.
يمر الطريق في عدد من البلدات لا سيما بلدة البستان في أعلى جرود الهرمل وقد تجمع الأهالي في ساحتها ، فور علمهم بحضور وسائل الإعلام ، ليعبروا عما يختلج في صدورهم من مرارة علهم يستطيعون عبر "الإنتقاد نت" إيصال صوتهم إلى المعنيين.
يقول الحاج صادق جعفر:" هذا الطريق من زمن العماد شهاب أي من حوالي أربعين سنة ولم تزل كما هي ولم يضع عليها أحد متر زفت ، ونطالب الدولة اللبنانية أن تنظر إلى وضعنا في ظل هكذا طريق".
ويقول الحاج هاني جعفر :" نطلب من الدولة تعبيد الطريق في أسرع وقت ممكن ، لأن الغبار يؤذينا" ، متسائلاً:"ألسنا مواطنون لبنانيون ولنا حق على الدولة".
أما ميرنا جعفر (محامية) فقالت:" الدولة أهملتنا ولا أحد ينظر إلينا والطريق عمره من عمر الأحداث اللبنانية ومن وقتها لم يعبد ، يمر المرء عليه في المرة الأولى وفي المرة الأخرى يأخذ سيارته إلى التصليح فوراً."
رئيس بلدية جوار الحشيش ياسين علي حمد جعفر قال:" من أوائل الثمانينات تكرم الرئيس رشيد كرامي بتعبيد هذه الطريق ، ومن وقتها إلى اليوم لم يلتفت إليها أحد"
آملاً "من القيمين والمعنيين والوزراء ، وخصوصاً وزير الأشغال العامة غازي العريضي ، المشهود له بالمواقف الجيدة والتطلع لكل المناطق اللبنانية ، أن يطل على طريق الهرمل – القبيات عكار ، برفقة نواب محافظتي بعلبك – الهرمل وعكار ويروا الواقع المأساوي لهذا الطريق".
كلما قطع الأهالي هذا الشريان الحيوي بين البقاع والشمال احتجاجاً تتكرر الوعود ، بتعبيد الطريق ، وآخرها قبل عام ، ويؤكد مصدر في وزارة الأشغال العامة "للإنتقاد نت" أن إصلاح الطريق وتعبيده سيبدأ قريباً جدأ ، لكن العبرة تبقى بالتنفيذ.
















ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق