2010/07/30

مقاهي ومتنزهات نهر العاصي... سياحة عكس التيار في مناطق الحرمان


غسان قانصوه


لعله من أجمل المعالم الطبيعية وأروعها في لبنان، هو نهر العاصي في منطقة الهرمل... يسير غزيراً وبكل عنفوان في واديه مخالفاً لكل الانهر اللبنانية الجارية جنوباً، إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار الحياة على ضفتيه. حلة خضراء زاهية يرسمها جريان المياه العذبة المتهادية حيناً والمتكسرة على شلالاته حيناً آخر لترسم أجمل اللوحات.

يشكل العاصي رافداً سياحياً وتنموياً مهماً في هذه المنطقة النائية، حيث تنتشر على ضفتيه أعداد كبيرة من المطاعم والمقاهي والمتنزهات والفنادق التي تعتبر مصدراً هاماً للدخل لأهالي الهرمل، خصوصاً مالكي الأراضي المجاورة للنهر وحتى لأصحاب المشاريع السياحية الذين يستعدون كل عام لاستقبال روادهم من خلال إعادة تأهيل منتجعاتهم السياحية وتطوير الأداء والخدمات تطبيقاً لشعارهم الدائم "خدمة مميزة بكلفة قليلة".

انطلق موسم السياحة والاصطياف بزخم قوي هذا العام مستفيداً من حالة الاستقرار السياسي السائدة عقب سنوات التوتر الماضية التي انعكست سلباً على قطاع السياحة في منطقة نهر العاصي. هذا الاستقرار انعكس ارتياحاً كبيراً لدى أصحاب الفنادق والمطاعم والمقاهي والمتنزهات، وأمل كبير بأن يكون الموسم هذا العام افضل من سابقه.

يقول غزوان الطشم (صاحب مطعم وشاليه): "نحن حاضرون لاستقبال ضيوفنا، وقد حضرنا للموسم كما في كل عام، لتكون الخدمة مميزة وتراعي الأوضاع الاجتماعية لناحية الأسعار الموضوعة"، مضيفاً "إن الأوضاع في لبنان هادئة، والطرقات أصبحت جيدة جداً بعد انهاء الاتوسترادات التي توصل إلى المنطقة".
أما علي علوه (صاحب مطعم) فيقول: "نهر العاصي فريد من نوعه إن كان لناحية الكمية أو النوعية أو نظافة المياه وجمالها، ويشكل العاصي نقطة جذب مهمة خلال هذا الموسم مع انتهاء القسم الأكبر من الأعمال على الطرقات الدولية المؤدية إلى الهرمل".

ويدهم شهر رمضان أصحاب المطاعم والمقاهي وسط الموسم، إلا أن ذلك لن يؤثر كثيراً على حركة السياحة، واصحاب هذه المطاعم قد أنهوا استعداداتهم لاقامة مآدب الافطارات الرمضانية خلال الشهر الفضيل.

المناظر الطبيعية الخلابة على ضفتي النهر شكلت عامل جذب مهما لكثير من الرواد، وبات النهر ملهماً للادباء والشعراء في نظم أشعارهم أو صياغة كتاباتهم الأدبية، ومتنفساً للرواد العاديين من هموم الحياة اليومية ومشاغلها.

يقول أبو علي رباح من بلدة اللبوة: "نحن نأتي دائماً إلى العاصي للتخفف من ضغط العمل، لكن السياحة هنا تحتاج لاهتمام اكثر من الدولة وخصوصاً في مجال تعبيد الطرقات المؤدية إلى المقاهي والمطاعم، إضافة للإنارة، ناهيك عن العمل لتوفير الارسال لشبكتي الخلوي في وادي العاصي".
بدوره الأستاذ علي طه دعا اللبنانيين والسياح العرب والاجانب للحضور إلى العاصي للتمتع بمناظره الخلابة، مشيراً الى أنه قد لا يوجد نهر في لبنان بجماله ونقاوة مياهه.

ويتوقع اصحاب المتنزهات والمطاعم أن يمتد الموسم السياحي حتى أواخر تشرين الثاني او منتصف كانون الاول بعدما تبدل زمن بدء الموسم من منتصف نيسان إلى اوائل شهر حزيران نتيجة التغيرات المناخية التي لم يسلم منها لبنان.



ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى