أكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن أن الحكومة ستذهب بعد نيلها الثقة في مجلس لنواب إلى معالجة الملفات السياسية والإنمائية الكثيرة والأزمات التي يعاني منها لبنان، وهي معروفة وموصوفة وفيها تقارير ودراسات وتوصيات بالمعالجة، فقد انتهينا من وصف المشاكل ولم يعد ضرورياً أن نضيع وقتنا في ذلك، مضيفاً بأن المعالجات تكلف مالاً لكن التلكؤ والإهمال يضاعف قيمة المبالغ المطلوبة.
وخلال رعايته الحفل الذي أقامته بلدية الهرمل تكريماً للإعلاميين المعتمدين في منطقةا لهرمل، والإعلاميين من أبناء الهرمل العاملين في مختلف الوسائل الإعلامية في لبنان، رأى الوزير الحاج حسن بأن وظيفة الحكومة الأولى هي الدفاع عن لبنان وحمايته في وجه المخططات الإسرائيلية المغطاة دولياً ، الرامية للسيطرة والهيمنة والتحكم بالمنطقة، مضيفاً بأن من أهم وظائف الحكومة أيضاً بسط الأمن لأنه قاعدة كل استقرار.
واعتبر بأن الناظم والضابط هو أن نتعاطى جميعاً في الحكومة على قاعدة أننا ننطلق من مفاهيم وروحية الوحدة الوطنية في معالجة الملفات، مؤكداً بأن حزب الله خصوصاً والمعارضة عموماً جاهزون للتعاطي على هذا الأساس آملاً "أن يلاقينا شركاؤنا في الوطن على نفس القاعدة والروحية حتى تستطيع الحكومة أن تنتج قوانين وخططاً وبرامجاً واستقراراً وانجازات للناس في كل المجالات".
وأشاد الوزير الحاج حسن بأبناء منطقة بعلبك – الهرمل ، فهم من أفضل المواطنين ، رغم الحرمان والظلم المتعمد ، لتمسكهم بالدولة ومؤسساتها.
وأكد بأن وزارته ستولي منطقة بعلبك – الهرمل أهمية استثنائية في كل بنود الإنفاق ، لأن من واجب الحكومة أن تعطي المناطق الأكثر فقراً وتهميشاً والأقل استفادة من موازنات الدولة على مدى سنوات ، ونأمل أن نحقق قفزة نوعية في إنماء المناطق حتى لا يبقى مواطن في لبنان لديه إحساس بالتهميش والظلم.
حضر حفل التكريم النائبان نوار الساحلي وعلي المقداد، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ ، أعضاء من قيادة حزب الله في البقاع، مفتي الهرمل الشيخ علي طه،رئيس بلدية الهرمل مصطفى طه.
كلمة المكرمين
وألقيت في الحفل كلمة باسم الإعلاميين المكرمين ألقاها الزميل وفيق قانصوه الذي دعا إلى تشكيل رابطة للإعلاميين في المنطقة لإزالة الصورة النمطية التي رسمت عنها هذا نصها:
من جديد، نلتقي بدعوة كريمة من المجلس البلدي لمدينتنا الحبيبة، الذي يشاء في كل عام ان يغمرنا بكرمه وتكريمه، وهي بادرة طيبة ولفتة كريمة يُشكر عليها المجلس رئيساً وأعضاء.
إن تكريم أي وطن لأبنائه واحتفاءه بهم دليل على رقي هذا الوطن الذي لا ينسى ما يقدمه أبناؤه له، إلا أننا، ربما، لم نقدم الكثير لهذه المنطقة مما نستحق أن نكرم عليه... وإن كنا، في الحد الأدنى، حملنا هويتنا وانتماءنا اليها، وحاولنا ونحاول، كل منا على طريقته، لفت الانتباه اليها، علّ أحجارَنا المتفرقة هذه تحرّك سكون بركة الحرمان التاريخي اللاحق بها.
هذا الحفل الكريم هو اعتراف مشكور، يُسجل للمجلس البلدي، بالدور الذي يمكن أن يلعبه الاعلام في الإضاءة على معاناة هذه المنطقة وناسها، وفي إيصال صوتهم إلى المعنيين. إلا أننا يجب أن نعترف، في هذا المقام، بأن بعض الاعلام لم يلعب هذا الدور بالشكل المطلوب، فيما بعضه الآخر أمعن في الأساءة الى هذه المنطقة وفي زرع صورة سلبية وتخويفية عنها وعن أهلها في أذهان بقية إخواننا في الوطن.
بالطبع لم تعد الأمور اليوم على القدر نفسه من السوء الذي كانت عليه سابقاً. وهنا لا بد من توجيه التحية الى كل الشهداء المقاومين، وبالأخص شهداء الهرمل، الذين كانوا خير معبّر عما تختزنه هذه المدينة من معاني النخوة والمروءة وحب الوطن، وهم الذين لعبوا دوراً كبيراً، وكبيراً جداً، في جعل صورتنا أكثر أشراقاً، وفي إعطاء الهرمل وسام أن تكون مدينة الشهداء.
إلا أننا يجب أن نعترف بأن هذه البلاد، حتى يومنا هذا، لا تزال، في كثير من الوجوه ضحية سمعة سيئة التصقت بها... وعلى رغم الجهود التي بُذلت لتغيير هذه الصورة السلبية، لا يزال اسم الهرمل منسياً، اللهم الا اذا تشاجر صبيان على لعب الكلة او تقاتلت امرأتان على فرك الكشك... عندها... وعندها فقط يلعلع اسم الهرمل عالياً... وبالطبع يلعلع معه بعض رصاصنا... في غير موضعه.
لهذا كله، أود أن أغتنم هذه المناسبة التي شئتموها تكريمية لثلة من أبناء الهرمل، لكي أدعو زملائي الاعلاميين، والفعاليات المعنية، للعمل معاً على تشكيل رابطة للاعلاميين من أبناء هذه المنطقة تعمل على المساعدة على إزالة هذه الصورة النمطية السلبية، وعلى نقل الهرمل من هامش الوطن الى متنه ومن أطرافه الى قلبه، علّنا تتمكن من المساهمة، ولو المتواضعة، في ازالة المظلومية التاريخية اللاحقة بهذه المدينة الحبيبة. كما تعمل رابطة كهذه على وضع خبراتها في سبيل تفعيل الحراك الثقافي في المدينة، وتعريف الوطن بما تختزنه هذه المنطقة من طاقات وإمكانات سياحية وبيئية وجمالية، وبما قدمته من رجالات تركوا آثاراً مشرقة ومشرفة، في مختلف المجالات السياسية والأدبية والشعرية والثقافية.
باختصار، أدعوكم إلى استغلالنا، نحن سفراء الهرمل في مختلف المؤسسات الاعلامية، إلى استغلالنا، بالمعنى الايجابي، واستغلال مواقعنا في مؤسساتنا الاعلامية للمساعدة على النهوض بهذه المنطقة، وبذلك ربما نكون أكثر استحقاقاً لتكريمكم هذا.
وأخيراً، لا ينبغي ان يفوتني التنويه هنا بأن أحقنا بالتكريم هم زملاؤنا المراسلون المعتمدون في هذه المنطقة. هؤلاء الزملاء واقعون بين مطرقة الكثير مما هو مطلوب منهم ان يفعلوه للاضاءة على المنطقة وحاجاتها، وبين سندان مؤسساتهم التي تشغلها السياسة وشؤونها عن بقية أطراف الوطن. لذلك أدعو الى مزيد من التسهيل لمهماتهم، وفتح القلوب والصدور لهم، لأنهم الأقدر بيننا على نقل المعاناة والاضاءة على الحاجات.
الحضور الكريم
بالنيابة عن زملائي الاعلاميين من أبناء هذه المدينة الحبيبة ... أكرر شكرنا وامتناننا العميقين على تكريمكم لنا، ونسأل الله أن يوفقنا، جميعاً، لما فيه خير مدينتنا هذه التي ، أستعير توصيف الشاعر شوقي بزيع لها حين سمّاها مملكة السحر والغبار، ونأمل أن نتساعد جميعاً على أن نمسح هذا الغبار عن وجهها، لتشعّ الهرمل مزيداً من السحر والألق.
كما ألقى رئيس لجنة الإعلام في بلدية الهرمل جمال خزعل كلمة حيا خلالها الإعلاميين مثنياً على دورهم في إيصال صوت المنطقة عموماً والهرمل خصوصاً، قدم للحفل الزميل حسن الطشم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق