2009/08/24

قبل الحكومة.. نريد الكهرباء

أمير قانصوه
منذ نحو ثلاثة أشهر ونحن في حالة استنفار كهربائية، كهرباء الشركة إذا وصلت إلى المنازل فهي كفقاقيع الصابون، سرعان ما تتلاشى وتختفي، تنقطع خلال الفترة المخصصة لنا ضمن نظام التقنين المعتمد من الشركة كل ربع ساعة، ما يوازيها او أكثر، صرنا نتمنى أن تنقطع كهرباء الشركة لنستمتع بكهرباء متواصلة من الاشتراك، ولكن صاحبنا الذي يملك المولد صار عنده مشكلة مركبة، لم يعد يستطيع ان يؤمن لنا الكهرباء خلال فترة انقطاعها، لأن الانقطاع يفوق قدرة مولداته على التحمل، وأيضاً فان كلفة الوقود تضاعفت، لذا هو مضطر لابتداع نظام تقنين خاص به ويتلاءم مع مصلحته، فمثلاً يقطع الكهرباء عند الساعة الحادية عشرة ليلاً في حين ان كل زملائه يعطون الكهرباء حتى ساعة متأخرة من الليل.
مع استمرار أزمة الكهرباء ولان الاشتراك لم يستطع ان يغطي حاجتنا، وكهرباء لبنان لا تنوي أن تحسن التغذية ومستوى التغذية والمحولات ونظام التغذية أيضاً، لجأنا الى استخدام الخيار الثالث (مع الاحتفاظ بكهرباء الشركة واشتراك المولد) وهو البطاريات ونظام الـ(abs) لعله يستطيع ان يوفر لنا ولو الإنارة في الليل حيث يصبح الظلام دامساً. ولا اخفي انني احتفظ بمولد كهرباء صيني صغير على الشرفة للحالات الطارئة جداً، مثل أن لا تأتي الكهرباء من الشركة ولا يدور مولد الاشتراك، ويتعطل(abs).
طبعاً في ظل أزمة الكهرباء فان صعود الدرج يصبح كارثة بالنسبة لنا، حيث عليك صعود أكثر من 90 درجة حتى الطابق الثامن، لذلك تفضل سجن المنزل على أي خروج منه قد يجعلك تنتظر في مدخل المبنى ساعة أو أكثر متحيناً فرصة أن تستخدم المصعد والوصول بأمان من دون أن تعلق وتصبح مأساتك أكبر..
ما تقدم هو صورة جزئية مما نعاني منه، ولو قُدر لنا ان ننقل الصورة بكليتها ربما لفاجأت الكثيرين، فلا احد يمكنه ان يقدّر الضرر الذي يلحق بالمرضى جراء انقطاع الكهرباء، والآثار النفسية التي صار يعاني منها الكثيرون، إضافة إلى التوتر والقلق الذي ينتاب البعض جراء غياب هذه الحاجة الضرورية.
صار لنا شهران بلا حكومة.. لا مشكلة فوجودها وعدمه سيان، وفي الأساس فإننا لا نعول كثيراً أن تحمل لنا الحكومة القادمة الحل للكهرباء او الماء، او تخفض الأسعار، أو تجعل لهذا المواطن كرامة فوق أرضه وفي بلده.
نريد الكهرباء قبل الحكومة وقبل أي شيء آخر. والا فان كرامتنا كمواطنين "في الدق".
22-08-2009

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى