2009/05/30

"أربت تنحل"

كتب أمير قانصوه
بالإذن من الفريق المهضوم لبرنامج اربت تنحل على قناة الجديد، فان "المهضومين" في هذا البلد يتزايدون والانتخابات النيابية تكشف كل يوم عن واحد جديد.
النائب الذي لم نسمع اسمه طوال اربع سنوات عزام دندشي، ولمن لا يعرف فهو من الذين لم يسعفهم الحظ لدخول جنة لوائح الموالاة، لكنه بدا خلال لقاء انتخابي في الشمال "يضحك من الألم".
أما عميد الكتلة الوطنية كارلوس ادة فلم تسعفه لغته العربية لصياغة جملة واحدة خلال اعلان لائحة الموالاة في كسروان، فبدل أن يصفّق له جمهور الحاضرين للمؤتمر انقلب على ظهره من الضحك..
أما النائب هادي حبيش فلم يترك مصطلحاً من تلك التي حفلت بها السنوات الماضية الا واستحضره خلال قوله ثلاث جمل قصيرة، حتى الجمهور اندهش من جرأته غير المعهودة في التطاول على العناقيد العالية.. على طريقة سمير جعجع، الذي يبدو هذه الأيام ابرز المهضومين على الشاشة.
فجعجع على ما بات مؤكداً يرصد كل الاعلانات الانتخابية للمعارضة ويبني عليها خطاباته وشعاراته الممجوجة.. ومن ثم ينزل الى السوق.
يبدأ جعجع عادة هذه الايام خطاباته باقتباس من اعلانات التيار الوطني الحر، فيقلب الجملة، رأساً على عقب: اذا بدك تفكر صح، (ثم يرفع رأسه ويتطلع بطرف عينه الى الجمهور ويرفع صوته درجات) انتخب القوات اللبنانية. طبعاً الاعلان الاصلي يقول: فكر صح.. انتخب صح. ثم ينتقل جعجع الى تيار المردة ويشن هجوماً على التاريخ السياسي لآل فرنجية ويطلب من مؤيديه عدم الالتفات الى التاريخ! وعلى نفس المنوال الأول يتابع: اذا بدك تكون مارد انتخب القوات اللبنانية.
يدرك جعجع جيداً ان اسلوبه بات ممجوجاً في تناول اعلانات المعارضة أو الرد على خطابات زعاماتها، وأن عرضه شبيه ببائع الخضار الذي ينادي على بضاعته ليغري زبائنه بالشراء منه. ويعلم جعجع جيداً أنه لا يمكن أن يرقى لكبار البلد، لا بالكاريزما ولا بالخطاب ولا حتى بمضمون الخطاب، فهو ينتظر العماد ميشال عون ليتكلم ثم يقتطف من كلامه بعض الجمل ليحورها على طريقته السخيفة، أو انه يقتطع من كلمات سماحة السيد حسن نصر الله ما يتناسب وخطابه الفارغ من أي مضمون.. ثم يوظفها في جمل مبتورة تستهدف مرة حزب الله وتارة الجمهورية الاسلامية الايرانية والرئيس أحمدي نجاد.
أيام قليلة سنكون خلالها مجبرين لتحمل الاستماع الى ترهات، حتى انه من الظلم مقارنة خطابات بعض القادة أو الشخصيات المنضوية تحت غطاء الموالاة بها لبرامج الكوميديا السياسية.. ففي تلك البرامج قد تجد ما يضحكك من كل قلبك او من يقدم في قلب النكتة فكرة او نقداً.. لكن في تلك الخطابات لا نجد الا ما يزيد قرف الناخبين.
ما يعزينا هذه الايام أنها"اربت تنحل".
الانتقاد/ العدد 1348 ـ 29 أيار/ مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى