2009/05/23

خونة

كتب أمير قانصوه
ربما هي الصدفة التي جعلت من شهر ايار/ مايو يعيد المشاهد نفسها، فقبل تسع سنوات كان العملاء الصهاينة وجلهم من المتعاونين الأمنيين الذين رهنوا انفسهم لاستخبارات العدو وخدموها على مدى سنوات طويلة في ما كان يعرف بـ"الحزام الامني"، يفرون من مواقعهم ومنازلهم الى الشريط الحدودي ومن ثم الى فلسطين المحتلة تاركين خلفهم كل ما يملكونه وحتى سياراتهم الشخصية، ولم يحملوا معهم غير الخيبة واللعنة التي تلاحقهم مدى العمر.
أذكر يومها ما تناقلته وسائل الاعلام لأحد كبار العملاء يخاطب انطوان لحد بالقول: "كنا نتوقع أن يكحتونا من هنا.. لكن ليس بهذه الطريقة".. كان هذا العميل يعبر بوضوح عن مدى الخزي الذي جناه من خيانته لوطنه.
كان مشهداً فريداً من نوعه، ومن عايشه لا ينسى مستوى الذعر الذي خيم على العدو وعملائه، وهم يفرون أمام الناس الذين يحملون رايات المقاومة والاعلام اللبنانية في مشهد اجتياح تحريري أكاد أجزم أن التاريخ ربما لن يعيده بهذا الشكل وبما حمله من معان.
المشهد يعيد نفسه هذه الأيام ولكن بشكل مختلف، فما حفلت به الأسابيع الأخيرة على مستوى تهاوي شبكات التجسس الاسرائيلية في أكثر من منطقة وسقوطها في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية، فضلاً عن أمن المقاومة ومشهد بعض الجواسيس الذين يفرون عبر الشريط الفاصل مع فلسطين المحتلة الى حضن العدو هو مطابق لما حصل في أيار/ مايو العام 2000، ومؤشر أساسي على أن العدو لم ييأس بعد تلك الخيبة التي حلت به.. ولكن هناك كثيرين لم يتعلموا الدرس جيداً ولم يروا ما حلّ بأمثالهم.
واذا كان العدو لا يتوقف عن السعي وراء جواسيس له في وطننا، فإن عين المقاومة كانت على الدوام مفتوحة جيداً ليس على ما يضمره لنا، بل حتى على من يجندهم ضد أهلهم وشعبهم فيعينونه على القتل والتدمير وعلى زعزعة استقرار وأمن هذا البلد.
ما كشفه أيار في نسخته الجديدة 2009، أن ما أنجزته المقاومة في التحرير والصمود والانتصارات المتتالية هو أمانة بيد هذا الشعب والدولة وبيد مجاهديها، لا نحافظ عليه الا بتحصين حدود أرضنا وحدود مجتمعنا وحدود النفوس من الاختراق الصهيوني، واذا كانت المقاومة العسكرية حاضرة لمواجهة أي عدوان صهيوني، فان المطلوب اليوم مقاومة مدنية رديفة للمقاومة العسكرية تتجاوز كل الحسابات الداخلية، وتضع حداً لخطر العدو الصهيوني الذي يمكن أن يتسلل من ألف باب وباب.
ان أشرف الشرفاء هو من يقف بكل جرأة ليتبرأ من الخائن لوطنه وشعبه، ومهما كان جنس هذا الخائن أو لونه أو طائفته، فهو مجرد خائن بحفنة من الدولارات.
أجمل ما في عيد المقاومة والانتصار هذا العام أننا قد حررنا بلدنا من بعض أولئك الخونة.. والى التحرير الكامل قريباً بإذن الله.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

شهداء المقاومة..منارات الهرمل


من صور الأصدقاء: جرود الهرمل

جارة العاصي ترحب بكم ضيوفاً.. على الخير دائماً

مسجد الوقف.. الحنين الى الأيام الأولى